بعث أحد المواطنين ملاحظة معلقا فيها على موضوع الأمس قائلا:
«ان معنى الجملة (من راقب الناس مات هما) هو ان من يستمع الى كلام الناس يموت هما أي لا يمتلك الشجاعة في اتخاذ القرار لوحده والذين (يراقبون الله في أعمالهم) يستمعون ويتبعون كلام الله...».
مرزوق أخذ هذه الملاحظة وحاول إيصالها الى أحد أعضاء البرلمان.
عضو البرلمان: والله احنا نراقب الله في أعمالنا، ودليل ذلك أن من بيننا أئمة مساجد ومسئولي أوقاف ونصلي ونصوم لذلك فإن كلامك لا ينطبق علينا...
مرزوق: ومن قال لك ان كل من صلى وصام راقب الله في أعماله؟ فلعل ذلك بسبب عادات وتقاليد، ولعل رئاسة أعمال مسجد أو مأتم إنما للوجاهة الاجتماعية...
عضو البرلمان: أولا إحنا ليس من المفترض ان نكون مهمومين وإذا كانت مراقبة الحكومة ستجعلنا مهمومين فإن ذلك سيكدر خاطرنا، وإذا تكدر خاطرنا يمكن نتعب ولا نستطيع أن نكون أعضاء برلمان صالحين...
مرزوق: ماذا تقصد بأعضاء برلمان صالحين؟
عضو البرلمان: اقصد أننا مرتاحون ولا نتعب أحدا معنا، وهناك نظرية تقول ان الأعمال تنجز بصورة أفضل إذا كان الجميع مرتاحين...
مرزوق: فلماذا لا تجلس في المنزل فذلك أريح؟
عضو البرلمان: لا والله ليس أريح، في البرلمان لدينا خدم وحشم وأبهة ونستطيع ان نفخر أمام الآخرين بأننا أعضاء برلمان ونستطيع ان نحضر الاحتفالات والافتتاحات والمقابلات والرسميات بصورة يومية وبكامل عدتنا...
مرزوق: إذا كنتم كل يوم تحضرون حفل افتتاح او حفل اختتام وحفل شهادات وحفل استقبال وحفل توديع، فمتى سيكون لديكم الوقت الكافي لمناقشة شئون الأمة وتمثيلها وممارسة دوركم التشريعي والرقابي؟
عضو البرلمان: والله بصراحة ان الحكومة ريّحتنا كثيرا، فخلال ثمانية أشهر أصدرت أكثر من خمسين قانونا، وهذا يثبت لك أن الحكومة أفضل منا في التشريع...
مرزوق: ماذا تقصد؟
عضو البرلمان: والله لو رجعت الى برلمان 1973 فستجد أن البرلمان أصدر ثلاثة قوانين خلال سنة ونصف السنة، بينما احنا وقبل ان نعقد اجتماعا واحدا سهلنا إصدار أكثر من خمسين قانونا...
مرزوق: هذا معناه ان وجودكم مثل عدمكم؟
عضو البرلمان: لا، هذا يعني ان وجودنا بركة، فبمجرد ان عرفوا اننا سنبدأ أعمالنا تبرعوا وساعدونا في إنجاز مهماتنا، ولذلك فنحن سمعتنا تقدمت علينا وساعدت في إصدار القوانين بصورة أكثر فاعلية حتى قبل ان نبدأ ، وبصراحة احنا مرتاحين...
مرزوق: إذا أردت ان يرتاح الجميع ايضا فعليك ان تطرح قانونا ينص على منح اجازة لكم جميعا مدة أربع سنوات لأن عملكم اكتمل قبل ان تبدأوا
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 116 - الإثنين 30 ديسمبر 2002م الموافق 25 شوال 1423هـ
