احدى المواطنات بعثت رسالة تقول فيها:

«أخي مرزوق مؤسس جمعية من لا برج لهم، تحية طيبة وبعد... أشكرك لتعاونك الكبير مع قضية العاطلين عن العمل «وخصوصا المدرسين منهم» وعلى إخلاصك لوطنك، وندعوك إلى قبولنا نحن المظلومين والعاطلين عن العمل في جمعيتكم الموقرة «جمعية من لا برج لهم»، وثق بأنني لن أنسى هذا الصنيع ما حييت، وإن شاء الله أكون دائما عند حسن ثقة حضرتكم، فأنت يا سيد مرزوق الباب الوحيد الذي لم يوصد في وجوهنا، فلطالما طرقنا كثيرا من الأبواب ولكنها دائما تكون مقفلة. بالمناسبة، لماذا لا تثيرون قضية العاطلين عن العمل «وخصوصا المدرسين منهم» عند أعضاء المجلس الوطني طالما أن القطط الدلمونية بحاجة ماسة إلى تبني مشكلاتها خصوصا بالنسبة للعمل؟ كما أنني تحدثت مع المسئول عن منطقتنا في هذا الموضوع وقد طمأنني إلى أنه سيدرج ضمن جدول أعمالهم ولكن متى؟؟!! متى تنتهي أزمتنا ونرتاح؟؟!! لقد طال الانتظار وطالت الوعود؟؟!! وفي النهاية شكرا على حسن استماعك لنا، وأرجو ألا أكون قد أطلت عليكم الحديث. وفقكم الله».

مرزوق: أختي العزيزة... مشكلة البطالة لها جذور هيكلية في اقتصاد البحرين. فالسوق الحالية تسمح للبعض بأن يفعل ما يشاء بشأن استجلاب واستعباد العمال من البلدان الفقيرة، ومن ثم استخدام هؤلاء العمال الفقراء لبناء المجمعات السكنية. وعندما يبنيها بأسعار زهيدة (لرخص الأيدي العاملة) يقوم بتأجيرها على الأجانب الأوروبيين والأميركان بأسعار خيالية. فبينما يدفع إلى العامل الهندي أقل من مئة دينار شهريا يؤجر الفلة بـ 700 دينار وألف دينار وألفي دينار. والأوروبي والأميركي لا يهمه ذلك، لأن الشركة أو السفارة أو المهمة التي جاء من أجلها تقوم بتغطية تكاليف السكن، ورجال الأعمال يتنافسون في دثر المزارع وتدميرها وتحويل تسجيلها الرسمي من «مزارع» إلى «حدائق منزلية»، ثم بناء الفلل وبناء الأسوار المرتفعة لكي يطمئنوا إلى أن المواطن العاطل عن العمل الساكن خلف السور لن يرى النعيم الذي تعيش فيه القلة القليلة وغير المواطنين.

الأدهى من ذلك هو أن هناك نوعا من التحالف غير المكتوب لتصعيد أسعار المنازل فوق معاشات المواطنين وبالتالي خلق طبقية تفرض وجود عاطلين عن العمل لأن البلد لم تصمم لكل أبناء البلد