أحد المواطنين يفكر في الانسحاب من جمعية من لا برج لهم والانتقال إلى جمعية القطط الدلمونية وكتب قائلا:

«بينما كنت أنوي ان أتقدم بطلب إلى قسم الشئون القانونية في جمعية من لا برج لهم، والتي أنا أحد أعضائها بخصوص رفع دعوى قضائية ضد أحد أعضاء جمعية القطط الدلمونية بسبب ما تعرضت له من ظلم من قبل هذا الشخص وتجريدي من الوظيفة المؤقتة التي كنت أعمل بها في إحدى المؤسسات الحكومية لعدم امتلاكي الواسطة المناسبة للتثبيت في هذه الوظيفة، بينما كنت أنوي رفع تلك الدعوى وإذا بي أفاجأ في الشارع بلافتة ترشدني إلى مقر جمعية القطط الدلمونية. وإذا به يتضح لي ان القطط الدلمونية تملك مقرا (مبنى) وبه موظفون وعمال بشحمهم ولحمهم. ترددت في رفع الدعوى وقلت لنفسي كيف أرفع دعوى وأنا أصلا عضو في جمعية لا مقر لها ولا مجلس إدارة ولا موظفين، ضد جمعية بكامل طاقمها وكوادرها؟ وعندما راودتني فكرة أن أرفع الدعوى خارج البلاد اتضح لي ان جمعيات الرفق بالحيوان تعتني بقططها وتحافظ على حقوقهم أكثر مما يعتني بالإنسان في بلادنا العربية، فارتأيت أن أرجع عن نيتي في رفع الدعوى القضائية لأنني سأكون الخاسر الوحيد، ولذا أفكر بجدية في الانتقال إلى جمعية القطط الدلمونية فالحياة معها أسلم والأكل فيها أدسم...».

مرزوق: نحن لم نقل بأننا أفضل حظا من القطط الدلمونية في كل شيء. بل انها أفضل من اخوانها الحيوانات العاقلة في جمعية من لا برج لهم، فجمعية الرفق بالحيوان البحرينية (تأسست قبل جمعية القطط الدلمونية) منذ قرابة ربع قرن، وكانت ومازالت جمعية معترفا بها من دون أي وجع رأس من أية جهة رسمية. بل ان عددا من طوابع البحرين في مطلع الثمانينات كانت تحمل صور حصان وحيوانات، وهو بلاشك احترام وتقدير لإخوتنا الحيوانات. ونحن لا نحسدهم لأن بعضهم أفضل منا معيشة وحقوقا... وأقول بعضا لأنه ليست كل الحيوانات الدلمونية لها حظوظ. فالحمار مظلوم وأكثرية القطط الدلمونية مظلومة. والأكثر قهرا هو ان الكلاب البوليسية كانت تحمي الفئران التي مارست ظلما وفسادا، وتضرر من ذلك الظلم والفساد من لا برج لهم كما تضررت أيضا أكثرية القطط الدلمونية.

ولكني معك بأن جمعية الرفق بالحيوان وجمعية القطط الدلمونية أفضل قليلا من جمعية من لا برج لهم. فعلى رغم كثرة القطط الدلمونية (كثرتها تشابه كثرة من لا برج لهم) فإنهم أكثر تنظيما. والقطط الدلمونية من الممكن تنظيم شئونها في جمعية بصورة أفضل من تنظيم من لا برج لهم، ذلك لأن مطالبهم واضحة ومحددة ومعروفة. وهم أيضا يقبلون بقياة الجمعية من دون مشكلات تذكر. والقطط الدلمونية تتوحّد بشكل لا مثيل له أمام الفئران، ولا تخاف من الفار سواء هرب أم عاد إلى البحرين، فهو دائما فأر في نظرها، وعلى هذا الأساس أصبح لها مقر وهيئة إدارية موجودة في المبنى، والأفضل يا أخي العزيز ان تصلح أوضاع من لا برج لهم (الحيوانات العاقلة) قبل تركهم والانتقال إلى اخواننا الحيوانات الأخرى (غير العاقلة)