إحدى المواطنات قالت إن اسمها أم سلمان بعثت برسالة إلى مرزوق تقول إن ما يتطرق إليه في عمود «حظك يا مرزوق» يعبر عن «افلاس»، وضربت مثلا عن «بائع الفول» وشبهته بمرزوق.

وحاول مرزوق فهم الرابط بين بائع «الفول» وبين «جمعية من لابرج لهم» وهل توجد تفسيرات ربما كانت تجول في ذهن «أم سلمان»؟

لربما ان أم سلمان اعتقدت بأن من لابرج لهم هم «المفلسون» إلا انها مخطئة، فـ «المفلسون» في بلادنا كثير منهم أصحاب بروج عالية، بل لانهم مفلسون لجأوا للتملق وهاموا في كل واد بحثا لتغطية الافلاس. وبسبب ذلك فإن الاشخاص غير المفلسين نفسيا وثقافيا وانسانيا أصبحوا لابرج لهم...

ثم ان كثيرا ممن لابرج لهم هم ازكى الناس وافهم الناس ولديهم كرامة، وتحسبهم اغنياء من التعفف، لان عفتهم تجعل انفسهم كريمة عليهم، ومن كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا.

اما من ناحية الافكار، فإن اعضاء وانصار من لابرج لهم اكثر الناس عطاء لانهم من ارض زرعت الخير وانبتت الخير دائما وهم أرحم الناس ببعضهم الآخر، ودليل ذلك ما حدث خلال التسعينات. فعلى رغم ان الذين لابرج لهم هم الذين ضُربوا بشدة من قبل الفئران والقراريص والبراغيث إلا انهم استطاعوا صد الهجمات والوقاية من الامراض وساعدوا بعضهم الآخر في احلك الظروف واثبتوا انهم غير مفلسين حتى من ناحية الامور المادية. ذلك لانهم اقتسموا الخبز وقنعوا بما اعطاهم الله من دون الشعور بالذل امام الفئران وبراغيث تلك الفئران التي كانت تشبع وتبلع ومع ذلك فقد كانت ومازالت مفلسة اخلاقيا وسياسيا وانسانيا، ولذلك لا وجود لها في وجدان هذا الشعب المعطاء غير المفلس.

المفلس والمفلسون لديهم جمعيات واندية ومناصب كبرى متوافرة باستمرار لهم، وبسبب كثرتهم فإننا نتراجع (كأمة) كلما حاول غير المفلسين من اعضاء وانصار «جمعية من لابرج لهم» دفع المسيرة إلى الامام...

والحديث عن الافلاس كان مضاعفا في سنوات التسعينات فما تكاد تفتح الصحف اليومية والجريدة الرسمية الا وتجد اعلانا عن افلاس احد الاشخاص. وقد راجع مرزوق حالات الافلاس فوجد انهم لا يمكن ان يكونوا اعضاء أو انصارا لجمعية من لا برج لهم. ووجد ان عددا من المفلسين لم يعد مفلسا ماليا ولو انهم مازالوا مفلسين سياسيا.

على اي حال من الاحوال، فمرزوق لم يفهم ربط المفلسين بـ «جمعية من لابرج لهم»، اكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين، ولعل ام سلمان تستطيع شرح وجهة نظرها غير المفلسة