اتصل عدد من أعضاء جمعية من لا برج لهم وطلبوا اجتماعا عاما للجمعية أسوة بالاجتماعات العامة التي ستعقدها الجمعيات الأخرى لانتخاب قيادة جديدة بعد ان عجزت كثير من القيادات عن الوصول بأصحابها إلى ما تريد، إلا أن مرزوق مازال يحاول رفض الطلب لكي لا يتورط بأمور كثيرة...

فجمعية الوفاق حائرة أين تعقد مؤتمرها لأن مركز المعارض يقول لها إن الساحة لا تتحمل أعداد أنصارها، ولو أرادت جمعية من لا برج لهم بأنصارها الذين يزيدون على جمعية الوفاق ان تعقد اجتماعها فلن يسعها حتى النادي الأهلي...

ثم إن الجمعية لو حاولت ان تعد برنامجا للمؤتمر، فلن تتمكن من ذلك لأن العدد الكبير سيتطلب حديث أناس كثيرين وبالتالي سيضيع الأمر في سنوات من النقاش غير المنتهي والذي لا يتطور أبدا.

فالمؤتمرات الشعبية الكبرى وسيلة أيضا لعدم اتخاذ أي قرار، وهي مهرجانات إعلان الولاءات وللصراخ أو العويل ولكنها ليست لاتخاذ قرار ينفع هذه الجماهير الصارخة والهاتفة بحياة قائد الجمعية...

وحتى لو حاول مرزوق تنظيم وحدات في مختلف البلاد لقيادة العمل الوطني على مستويات محلية قبل ان ينتقل القرار إلى المستوى الوطني فإن ذلك يعني ان مرزوق يحتاج إلى عدة سنوات من التدريب والتأهيل والتثقيف المركز لكي يتم تحريك القواعد بشكل يضمن وصول آراء أكثرية الأعضاء. وهذا الأمر غير متوافر لأى جمعية سياسية أو غير سياسية لأن البحرين حديثة عهد بالعمل الجماعي القائم على مبادئ الشورى والديمقراطية...

ثم لو استطاع مرزوق ان يضمن اجتماع الآلاف المؤلفة من أنصار الجمعية في مكان واحد وتنازل عن تنظيم المؤتمر بأسلوب ناجح وسمح للهتافات، وما هو الضمان بأن الهتافات لن تتجه يمنة ويسرة، وما الضامن بأن الهتافات لن تنادي بسقوطه هو والإطاحة به واستبداله بشخص آخر أكثر قدرة منه، بحسب وجهة نظر الجماهير...

وبعد كل ذلك، ما هو الضمان بأن جمعية من لا برج لهم ستبقى جمعية لمن لا برج لهم بعد عقد المؤتمر العام...

فكر طويلا في طلب الأنصار وراجع نفسه وراجع أساليب الجمعيات الأخرى ووجد ان كثيرا منها متورطة بنفسها ومتورطة بأهدافها ومتورطة بأنصارها، وأنصارها متورطون بها ومعظمهم اشترك من دون ان يعلم لماذا اشترك غير انه يوالي هذا الاتجاه أو ذاك الاتجاه بصورة تقليدية...

ولذلك اجتمع مع عدد من المقربين منه وسألهم عن رأيهم، إلا ان الاستغراب كان باديا على وجوههم وقالوا له: لم نعلن أن أحدا يود الاجتماع، «وكل شيء بخير ولا تخاف على منصبك الحالي، فأنت أكثر حظوظا ولك برج في هذا المجال أكثر من غيرك!!!»