مرزوق اتصل بحلفائه في جمعية القطط الدلمونية يسألهم عن آخر الأخبار لديهم عن الفأر والفأرة وأصدقائهما... فلقد شعر مرزوق ان تحالفه مع القطط الدلمونية ربما اصابه سوء فهم بسبب اقتراحات هنا وهناك، وربما يود مرزوق دائما ان يركز على الاساسيات ويبتعد عن الهوامش التي قد تضيع الجوهر، كان اتصاله بجمعية القطط الدلمونية لتذكيرهم بأن ما يجمعهم اكثر مما يفرقهم.
كما اراد مرزوق ان يثبت ان بامكانه التعاون مع الآخرين في المناطق المشتركة والابتعاد عن مواقع الاختلاف قدر الامكان. فلقد تفنن اكثرنا في التركيز على الخلافات دائما، بل بعضنا يخترع الخلافات لانه يشعر بانه من دون الخلافات لا وجود له. كما ان الفأر - وهو العدو المشترك للجمعيتين - جمع ملايين الدنانير وكان بمثابة المتصرف في شئون البلاد والعباد لأنه كان يقول إن الشعب مختلف مع الحكومة وانه الوحيد القادر على حل تلك الخلافات عبر سجن وتعذيب الناس وعبر امتصاص اموال الآخرين بالتهديد والترغيب.
الفأر كان يردد لضحاياه أنه لن يفرج ولن يسمح ولن ولن ولن ولا يستطيع احد رد كلمته حتى يوم القيامة. يوم القيامة لم تقم ولكن كلمته تعادل صفرا وظهر على حقيقته، مجرد فأر كان يطغى على غيره من المواطنين، مستغلا صلاحيات وهمية خلقها لنفسه، واعتقد ان الظلم يدوم، وهو لا يعلم ان «يوم المظلوم على الظالم أشدّ من يوم الظالم على المظلوم».
فر الفأر هاربا من البلاد بأموال الناس مع فأرة معه، ثم عاد مع فأرته... وأراد مرزوق ان يعرف آخر اخبارهما من جمعية القطط الدلمونية.
متحدث باسم القطط الدلمونية قال إن المؤشرات تقول إن الفأر يجتمع مع الفأرة في منطقة واقعة في وسط البحرين، قريبة «بالسيارة» من سترة والنبيه صالح.
المتحدث رفض الادلاء بمعلومات اضافية لأن ذلك قد يؤثر على خطط القطط التي لا تود ان ترى الفأر يشرد مع «الفيران» الآخرين متى ما أراد.
الا ان مرزوق سأل المتحدث باسم القطط الدلمونية عن سبب وجود فأرة من بلاد بعيدة في بلادنا، وهل انها لا تخاف من ان يتم اعتقالها بتهم معينة؟
المتحدث قال اننا نعيش في زمن غرائب وعجائب وتناقضات وزمن اختلط فيه الحابل بالنابل.
مرزوق سأل عن مغزى هذا الحديث... المتحدث باسم القطط الدلمونية رفض الافصاح عما يجول في خاطره لأنه يعلم ان الفأر سيقرأ ما يقول ولا يريده ان يعرف خطوات وخطط جمعية القطط الدلمونية.
فلقد شوهد الفأر وبعض اصحابه من الفئران كالمجانين يتلفتون يمنة ويسرة ويحاولون التنقل في بلاد القطط الدلمونية كما كانوا يفعلون من قبل، يجوبونها عرضا وطولا ويبثون فيها الرعب، ويبثون فيها امراضهم التي كانت تنتشر كالطاعون وتنخر في امن البلاد وتخرب الاقتصاد. بينما كانوا هم ينهبون ويعذبون... اما اليوم فجمعية القطط الدلمونية تجوب البلاد عرضا وطولا تنشر الامن في ربوع بلادها وبلاد اجدادها وتستنشق الحرية وتلاحق الفئران اينما ذهبوا
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 102 - الإثنين 16 ديسمبر 2002م الموافق 11 شوال 1423هـ