العدد 97 - الأربعاء 11 ديسمبر 2002م الموافق 06 شوال 1423هـ

جمعية من لا برج لهم (أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين)

حظك يا مرزوق comments [at] alwasatnews.com

جمعية من لا برج لهم
أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين

كتب أحد المواطنين رسالة يقول فيها:

«عزيزي مرزوق: قبل أن أطلب منكم بالانضمام الى جمعيتكم الموقرة أود أن أسأل هل حقا هذه الجمعية موجودة أم أنها جمعية وهمية فقط، وأنها عمود في صحيفة للتخفيف والتنفيس للذين لا برج لهم؟

مهما كان الجواب أود أن أنضم إليكم...

وإليكم حكايتي مع القدر... أنا شاب في العقد الثالث، متزوج ولدي أولاد والحمد لله، بدأت حياتي العملية بعد تخرجي مباشرة بالعمل في إحدى الشركات، قد تتخيل بأني محظوظ لأنني حصلت على وظيفة! بل كانت هذه الوظيفة نقمة علي وأنا أدفع ضريبتها الآن من عمري.

كنت دائما أسمع عن التمييز ولم أكن أصدق لكني لمسته وعايشته من تمييز عرقي في الشركة بشكل عام، وعلى رغم ذلك واصلت وثابرت في عملي بكل جد وإخلاص حتى إنني طورت نفسي في مواصلة دراستي ومازلت أدرس على رغم تأخر الوقت في ذلك، وأثبت جدارتي في العمل وفي الدراسة من غير شكر من مدير أو إدارة.

كنت على أمل في الترقية لكن هيهات من ذلك فكان لي القدر بالمرصاد، وكانت هناك عدة محاولات في ترشيحي للترقية من قبل مسئولي المباشر من دون جدوى. وعلى رغم تغيير الإدارة الدكتاتورية إلا أنه لم يتغير شيء، وإنني لا أنكر محاولة «الرئيس التنفيذي» في تغيير الشركة من حيث الإدارة والأداء إلا أن هناك أيدٍ خفية تمارس أسلوبها القديم.

وها أنذا أطوي أكثر من 10 سنوات من عمري وأعتبر نفسي لا شيء، لم أقدم شيئا لنفسي ولا لوطني. وهناك الكثير ممن هم على شاكلتي، وكانت طموحاتي بأن أكون كل يوم دائم التطور إلى الأمام، وقد تكون هذه أحلاما وردية إلا أنني متمسك بها فلابد ان يأتي اليوم الذي يبتسم لي فيه القدر، حتى ذلك اليوم أتمنى قبولي في جمعيتكم.

وفي الختام هناك كلمة شكر وعرفان الى رفيقة دربي وشريكتي أم عيالي على التضحيات كلها التي ضحتها من أجلي وأتمنى أن أرد لها هذا الجميل... شكرا شكرا يا زوجتي العزيزة.»

مرزوق: أعجبتني بداية رسالتك ونهايتها. ففي البداية سألت عن هوية أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين، ومن ثم قفزت لتقول إنه لا يهمك الجواب، فأنت تود الانضمام على أية حال! وتعبيرك هذا هو سر وجودنا واستمرارنا، فالجمعية هي وجود حقيقي في ضمير كل بحريني يخدم ويضحي من أجل مجتمعه وأرضه. وهي حقيقية لأنها ترفع آمالا حقيقية وتسعى إلى حلها من خلال إشراك الآخرين في التفكير فيها.

نهاية رسالة هي تعبير عن شخصك المخلص لزوجته الذي يرى نصفه الآخر مصدر سعادته ومصدر إلهامه وأمله، فهنيئا لك ولزوجتك حياة محروما منها من يظلمك... فالذي يمارس تمييزا ضد الآخرين - وهذا ثابت علميا في بحوث جمعية من لا برج لهم - شخص فاقد للحنان وفاقد للعطف وفاقد للأمل في سعادة حقيقية أنت حاصل عليها.

ولكن بعد هذه السعادة التي تغمرك كلها ترجع لتقول إنك لا تشعر بأنك شيء! «أتزعم أنك جرم صغير... وفيك أنطوى العالم الأكبر؟؟».

على أية حال، مرحبا بك وبزوجتك في جمعية من لا برج له، الجمعية الحقيقية التي تسعك وتسع كل مظلوم وكل فاقد لبرج أو حظ..

إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"

العدد 97 - الأربعاء 11 ديسمبر 2002م الموافق 06 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً