بعث أحد المواطنين رسالة يقول فيها: «الأخ والصديق العزيز مرزوق... لقد أرسلت لك لأنك الوحيد الذي تقرأ الرسائل جميعها وترد عليها وتهتم بها، رسالتي اليوم عن شارع ولي العهد الذي يقع بين قرية بوري وسوق واقف، فهذا الشارع أخذ نصيبه من أرواح الناس وخصوصا الشباب، وبعد ذلك قامت الحكومة - بعد عدة رسائل واتصالات - بتركيب إشارة ضوئية ووضعت سياجا بحيث لا يمكنك العبور إلا من خلال الإشارة بأن يقوم المارة بالضغط على الإشارة حتى يصبح الضوء أحمر وتتوقف السيارات لكي يعبروا بأمان. ولكن هناك أناسا لا يحترمون قواعد المرور إذ لا يقفون ويدعون الناس تمر على رغم ان الإشارة حمراء، فلا توجد رقابة على الإشارة وبذلك لن يحاسبوا. وقد حصل حادث قبل شهر بسبب ذلك، إذ كان هناك شخص مسرع ولم ينتبه، ونتيجة لذلك ارتطم بالسياج. كذلك تحدث يوميا تجاوزات فبعض السيارات لا تقف عند الإشارة الحمراء».
مرزوق: عدم توقف السيارات عند الإشارات الضوئية المخصصة للمشاة مشكلة قديمة منذ مطلع الثمانينات عندما بدأت إدارة المرور باستخدام هذا النظام لعبور الشوارع. ولحد الآن لا يوجد تحليل نفسي واضح لسبب عدم احترام هذا النوع من الإشارات. وبعض السواق يعتبر التوقف إهانة لأنه يعتقد ان الإشارة يجب ان توضع من أجل شيء «يستاهل»... وفي نظر هؤلاء ان راحة الناس الآخرين لا «تستاهل» تعبه وانتظاره.
وهو عندما يتوقف عند الإشارة الضوئية الاعتيادية إنما يفعل ذلك خوفا من الاصطدام بسيارة أخرى قد تكون سيارة شحن كبيرة تسحقه وتقضي عليه، ولذلك فإن الخوف على حياته هو الذي يدفعه إلى الوقوف.
غير ان هذا الخوف لا ينطبق على إشارات المرور، لأن الخوف ليس متبادلا، فالسيارات تخاف من بعضها بعضا ولكن السيارة لا تخاف من الدراجة الهوائية ولا تخاف من المشاة، فلذلك فالمبرر للوقوف غير موجود.
- استعرض مرزوق الأفكار المذكورة أعلاه أمام أصحابه وحصل على أفكار أخرى...
صديق مرزوق: ما رأيك ان يتسلح المشاة بالصخر والحجارة وأعمدة حديد يلوّحون بها على السواق بحيث يخاف الذي يسوق السيارة من احتمال رمي الصخرة على الزجاج الأمامي لسيارته ويتوقف؟
مرزوق: هذه فكرة ضالة وخطيرة، لأن الخطأ لا يعالج بالخطأ!!
صديق مرزوق: إذا ما رأيك ان نطلب من إدارة المرور وضع كاميرا عند كل إشارة لتصوير من لا يتوقف ثم مطاردته!
مرزوق: فكرة حسنة وأعتقد ان إدارة المرور لديها من المال الكثير مما تحصل عليه من الغرامات، ولذلك نأمل في ان يتم استخدام هذا المال فيما ينفع الناس
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 93 - السبت 07 ديسمبر 2002م الموافق 02 شوال 1423هـ
