في غبقة رمضانية دعا إليها مرزوق وحضرها عدد من مؤسسي وأنصار «جمعية من لا برج لهم» حاول أكَلة ما لذ وطاب مما أعدته زوجة مرزوق تلك الليلة، تداول آخر أنباء الجمعية وصداها وفيما إذا كانت تسير على «الطريق القويم»!

أحدهم: والله أنا أتذكر عبارة «الطريق القويم» ولكن لا أدري أين سمعتها وما المناسبة؟

ثان: أنت لا تتذكر لأنك لم تسمعها مباشرة وكنت في «القرقور»، إنها العبارة التي استخدمت لوصفك ووصف أمثالك أيام الأزمة السياسية، فقد اعتبروكم خارجين عن «الطريق القويم»!

ثالث: يا جماعة فكونا من الكلام عن «الطريق القويم»، تطورت الأمور في البحرين ولم يعد هناك قانون «أمن دولة»، والكل «مستانس» في البحرين، ورمضان هذه السنة من أحسن الرمضانات التي عرفها أهل البحرين، افرحوا شوي.

رابع: والله أؤيدك بأن قانون «أمن الدولة» انتهى، وخاطرنا أصبح طيبا الآن، ولكن تعكر مزاجنا مع سماع أخبار الفار العائد.

خامس: أوه فكونا، خل تفيده الملايين التي أخذها من الناس عنوة، فهو الآن حتى وإن صحت الأقاويل إنه لن تتم معاقبته أصبح هو الذي يقال عنه على غير «الطريق القويم»...

المتحدث الأول: آه... الآن تذكرت أنه هو الذي كان يقول لنا داخل السجن إننا لسنا على «الطريق القويم» ولذلك كان يطلب منا الوقوف ثلاثة وأربعة أيام ويمنعنا من الذهاب إلى الحمام ويأمر بضربنا إذا جلسنا أو حاولنا الحصول على راحة، كان دائما يشتم ويقول إنه لابد من وضعنا على «الطريق القويم»...

المتحدث الرابع: نسأل الله أن يتم وضع الفار العائد على «الطريق القويم» وأن...

مرزوق: والله دوختوني... أنا كنت أتحدث عن طريقنا نحن، وفيما إذا كنا قد حققنا أهدافنا التي أنشئنا من أجلها؟

المتحدث الأول: إذا حققنا أهدافنا فهذا يعني أنه يجب أن نلغي أنفسنا، لأنه لا فائدة من وجودنا بعد تحقيق الهدف.

المتحدث الثالث: وهذا شيء حسن جدا، فأهم الشخصيات والشركات هي التي تسعى لإلغاء نفسها من خلال إنجاز مهماتها ومن ثم الانطلاق إلى أهداف أخرى وتجديد النشاط.

مرزوق: والله أنتم طلّعتونّا من موضوع التقييم إلى موضوع الفار العائد ثم إلى موضوع إلغاء الجمعية، وهذا كله بسبب الغبقة التي أكلتموها... أقترح تأجيل الجلسة.

الحضور: دعنا نجتمع غدا على غبقة أخرى.

مرزوق: لا... أنا مشغول، وزوجتي ليس عندها استعداد لتحويل منزلنا إلى مطعم إليكم.