تستلم مرزوق الرسالة التالية من احدى المواطنات:
«سأحكي لك قصة توظيف مع وقف التنفيذ... نعم، لقد استيقظت باكرا على اثر صوت الهاتف وأنا أصرخ: «الوزارة... الوزارة»... وفعلا، رفعت سماعة الهاتف وإذا بأحد موظفي الوزارة الموكلين بـ «التطنز» على العاطلين يطلب مني السيرة الذاتية لأن هناك مفاجأة جديدة لخريجي البكالوريوس... شيء جديد؟! ما هو يا ترى؟! وبعد بحثي عن وسيلة مواصلات للذهاب إلى الوزارة قالوا إن المفاجأة موجودة بالقاعة الزرقاء... القاعة الزرقاء؟! قاعة حل المشكلات؟ ذهبت إلى تلك القاعة على عجلة ممسكة بأوراق سيرتي الذاتية بكل ثقة، وإذا بالموظف المؤقت المسئول يأخذها مني ليضعها في ملف كبير ويغلق الملف!!! سألته ما هو الجديد إذن؟ قال برنامج توظيفي لحملة البكالوريوس فقط... يعني لشريحة كبيرة من العاطلين... يعني حل مشكلة قطاع كبير من البطالة... وما هو هذا البرنامج؟ قال: كل ما عليك هو ان تبحثي لك عن وظيفة وان كان راتبها متدن لأن الوزارة ستدفع لك 150 دينارا شهريا إضافة إلى راتبك لمدة سنة فقط... ماذا؟ أبحث عن وظيفة؟ إذن لماذا سجلت اسمي في وزارة العمل؟ حسنا، سأبحث من جديد على الأقل مصاريفي ستغطي لمدة سنة وبعدها يفرجها الله.
بحثت وحصلت على وظيفة مناسبة ضمن تخصصي، ولكن طبعا براتب لا يزيد على 150 دينارا، فقلت لا بأس لأن الوزارة ستساعدني لمدة سنة على الأقل. أخذت أوراق ترشيحي للوظيفة من المؤسسة وذهبت بها إلى القاعة الزرقاء بالوزارة وإذا بالموظف يسألني سؤالا آخر: هل وافقت المؤسسة على ان تدفع لك راتبا لا يقل عن 300 دينار بعد سنة؟ لابد من حضور مسئول المؤسسة لنتناقش معه في هذه المسألة لأننا لابد ان نضمن لكم راتبا جيدا... قلت في نفسي وهل توجد مؤسسة تتعاقد مع موظف بشرط ان تضاعف له راتبه بعد سنة؟ سألته وهل تضمن الوزارة في حال موافقة المؤسسة على التزامها بما اتفق عليه من دفع الراتب كله بعد سنة؟ قال: لا، طبعا.
على كل حال استطعت بعد احراج كبير ان أقنع مسئول المؤسسة بالذهاب إلى وزارة العمل للقيام بالاجراءات اللازمة وإذا به يفاجأ بكمّ من الشروط الواجب توافرها في المؤسسة مثل ان تكون من المؤسسات الكبرى وألا يقل عدد الموظفين فيها عن عشرة وبعد ذلك يوقع نيابة عن المؤسسة التزامها بدفع ما لا يقل عن 300 دينار راتبا شهريا بعد مضي سنة...
أظن ان هذه المفاجأة سخيفة جدا لأن المؤسسات إن كانت ستمنح الموظف راتبا جيدا فسيكون من البداية وأعتقد ان الوزارة خلقت هذا الاقتراح ضمن سلسلة الاهانات التي نعيشها ولن تستفيد سواها إذ سيقل عدد العاطلين احصائيا في حين أسباب المشكلة لم تحل بعد...».
مرزوق: لن أعلق على من يمر بمعاناة يومية بحثا عن الرزق الكريم في بلاد الكرام. غير اننا جميعا في محنة لعدم اعتراف الوزارة بأخطائها المبرمجة
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 85 - الجمعة 29 نوفمبر 2002م الموافق 24 رمضان 1423هـ