اتصل مرزوق بهيئة تحرير «الوسط» يسألهم إذا كانوا قرأوا بعض ما كتبهُ نفر غير كثير من الشباب الذين اجتمعوا في أحد النوادي ونقلت ما قالوا «واحدة» من الصحف الأخرى تشتم فيها «الوسط».

وكان رد أحد أفراد هيئة التحرير على مرزوق:

«ولماذا تتعب حالك معهم، فالمسكين مسكين و عندما يعجز عن المبارزة في الميدان يلجأ لأساليب المساكين...».

إلا أن الأغرب من ذلك أن عضو هيئة التحرير اقترح على مرزوق أن يكتب الى الذين وردت أسماؤهم أنهم شتموا «الوسط» ويدعوهم إلى الاشتراك في جمعية من لا برج لهم... وعندما سأل مرزوق عن السبب قيل له أن هؤلاء كانوا يتمنون أن يلتحقوا بركب «الوسط» ولكنهم لم يوفقوا لذلك لأن مستواهم غير لائق، وعلى هذا الأساس «انبطّت جبدهم»، ولربما يكون لهم علاج في جمعية من لا برج لهم.

إلا أن مرزوق استشاط غضبا واعتبر هذا الاقتراح إهانة، لأن جمعية من لا برج لهم لا تسمح بدخول الذين يشتمون ويحقدون ولا يجدون لهم نصيبا لأنهم فاقدو القدرة والمؤهل... فجمعية من لا برج لهم للمؤهلين المحترمين والمواطنين الصالحين الذين ظلمتهم الظروف وحرمتهم من الأبراج.

أما أولئك، وعلى رغم أنهم سيئو الحظوظ، فإن مكانهم أفضل لهم، و«كل إناء بالذي فيه ينضح». أما جمعية من لا برج لهم فهي لرفيعي الشأن فقط، وهي لا تقبل أن تنزل الى مستوى الشتم والتفاهة الذي يعيش فيه ذلك النفر ممن تورطت بهم بعض الصحف.

غير أن مرزوق، تراجع قليلا فلعله مخطئ فيما قال وقرر مراجعة بعض ما يقولونه فلعل فيما قالوا أمرا مفيدا. إلا انه وما ان بدأ بقراءة سطرين أو ثلاثة شعر بالنعاس الشديد لأن الكلام فارغ ولا يستدعي أن يتحمس للرد عليهم أو دعوتهم لأي شيء لأنهم مساكين بحاجة للعناية المركزة والعطف الشديد.

الغريب في الامر ان هناك من يقبل ان ينشر لهؤلاء اليائسين من نعمة الحياة السعيدة، وهناك ايضا من يمسك قلمه ويكتب عمودا شاتما ولاعنا ومعتقدا بسمو أصله على غيره من الناس، وهؤلاء جميعهم (في رأي مرزوق) من الافضل لملمتهم في جمعية يطلق عليها «جمعية البؤساء والاشقياء - تحت التأسيس»