اتصل مرزوق بمحرر صفحة بريد «الوسط» طالبا منه نشر رسائل تسلمها لعموده ولكنه يشعر بأن الرسائل من الافضل نشرها في صفحة البريد... غير ان محرر البريد لم يتمالك نفسه من الطلب، وقال: «يا مرزوق، أنا أريد ان انضم إلى جمعيتك، فلقد شاب رأسي وأنا أفتح الرسائل كل يوم وأقرأ مشكلات المواطنين... ولديّ من الرسائل الجاهزة للنشر المئات، ولكن هذا يعني تحويل صحيفة «الوسط» إلى صحيفة رسائل لكثرتها. ثم إنني (والحديث لمحرر البريد) لا أستطيع نشر كل شيء، فكثير من الرسائل تذكر أسماء وزراء ومسئولين ومديرين وكبار وصغار وهؤلاء لا يمكنني ذكر اسمائهم لكي لا أقع في مشكلة...».

مرزوق رد عليه: ولكن قانون الصحافة السيئ تم تجميده، فممن تخاف؟

محرر البريد: أنا لم أكن أفكر في قانون الصحافة فذلك لا يهمني كثيرا، ولكن ما يهمني أن الأسماء قد تكون ادعاءات غير صحيحة فأظلم أحدا من الناس بنشر الرسالة... ومن جانب آخر إذا لم أنشر الرسالة فقد أكون ظالما لصاحب الرسالة الذي يبحث عن حقه...

مرزوق: هل من الممكن ان أقرأ رسالة وأحاول نشرها من دون أسماء؟...

محرر البريد: تفضل هذه الرسالة... انشرها ان استطعت ولكن لا تذكر أسماء...

مرزوق قرأ الرسالة وحاول حذف أسماء هنا وهناك وهو ينشرها كما يأتي:

«صدق أو لا تصدق... هذا ليس عنوانا لبرنامج تلفزيوني بل حقيقة نعيشها ويعيشها معنا المسئولون في (...)، وهم على علم بكل تفاصيلها. فمنذ فترة طويلة امتنع مشرف لقسم الكهرباء في (...) عن الحضور إلى العمل لما يقارب عشر سنوات، علما انه كان يتسلم كل ما يستحقه من راتب شهري ومكافآت أخرى طوال هذه السنوات ومن دون أدنى مجهود وبلا حسيب ولا رقيب، وفي الفترة الأخيرة عندما قام ديوان الخدمة المدنية بمراقبة الدوام الرسمي عاد هذا الشخص (وبمساعدة المسئولين) مسئولا عن قسم لم يكن موجودا من قبل. والشيء المحير هو الترقيات التي حصل عليها صاحبنا في فترة وجيزة. ويبدو ان المسئولين يودون إرجاعه لمنصبه السابق من دون مراعاة لمشاعرنا... فهل من الانصاف ترقية هذا الشخص بدلا من محاسبته؟ والرواتب التي كان صاحبنا يتسلمها طوال هذه السنوات ألم تكن من الموازنة التي أصبحت اسطوانة المسئولين؟

وكيف تضيع حقوق من هم أحق منه، ومن قاموا بالعمل بنظام النوبات وكانوا يحاسبون على كل صغيرة وكبيرة في العمل؟ فمن يضع حدا لهذا التسيب؟

مرزوق ينشر هذه الرسالة ويهرب من محرر البريد الذي ركض وراءه ليعطيه رسائل أخرى لنشرها في أعمدة لاحقة!