تسلم مرزوق رسالة من أحد المواطنين تقول:

«الصديق العزيز مرزوق، لقد أرسلت لك عدة رسائل أطلب فيها الانضمام إلى الجمعية لكنك لم ترد عليّ، واليوم لديّ موضوع يشغل الناس وهو اتصالات الكول والمسابقات الهاتفية. إذ تبلغ كلفة كل دقيقة 300 أو 400 أو 500 فلس. ولقد انتشرت أخيرا في كل مكان وفي كل المسابقات وغيرها.

تصور أني قرأت قبل أسبوع في إحدى الصحف عن طلب لعمال وموظفين وعلى الراغبين في ذلك الاتصال وكلفة كل دقيقة 300 فلس؟! تصور انها تصل إلى الوظائف وقريبا ستصل إلى كل مكان وإلى كل خدمة، إذ تستطيع ببساطة ان تتعرف على ذلك من خلال ابتداء رقم الهاتف بـ «900». تصور ان تقوم خدمات الشركات والمؤسسات على هذا المنوال فماذا سيحدث. أرجو ان ترد عليّ ولو لمرة واحدة».

أخي العزيز: أرد عليك أكثر من مرة ان شاء الله... والاتصالات الهاتفية التي ذكرتها افقدت كثيرين حظوظهم، والذين لا حظ لهم ازدادوا سوءا. ونحن ابتلينا بثقافة جديدة تعتمد على الاتصال الهاتفي في كل شيء. وحتى الهاتف النقال أصبح ملازما لنصف شعب البحرين بحسب آخر الاحصاءات.

ولا يبدو ان هناك من يهتم بغلاء أسعار المكالمات الهاتفية بواسطة النقال بل أصبح الذي لا يتصل على رقم نقال «إنسان متخلف عن زمانه».

لا نهتم بكلفة المكالمات، ولا نهتم بأمور أخرى أصبحت الحديث الدائر في برلمانات ومحاكم الدول الأخرى. فالدول المتقدمة تناقش أثر الهاتف النقال على زيادة حوداث السيارات إلى الدرجة التي صدرت فيها تشريعات قاسية ضد أي شخص يستخدم الهاتف النقال (وحتى غير المحمول باليد) لأن حوادث مرورية خطيرة حدثت أثبتت ان سببها تلقي الشخص السائق مكالمة عن خبر سيئ، أو انه يدخل في عراك مع زوجته أو شخص آخر قريب منه فينفعل ويصدم أي شيء أمامه...

ثم هناك النقاش عن اثر الذبذبات الصادرة من الهواتف النقالة والأمراض التي تسببها على المدى البعيد، ولكن كل ذلك ليس مهما لدينا ولايبدو انه أثر في شيء.

وبعد كل ذلك هناك من يريد سلبنا عبر ترغيبنا في الاتصال به لكي يأخذ أموالنا وما تبقى من حظنا أيضا..