مرزوق استلم رسالة من أحد المواطنين يقول فيها:

«إلى الأخ المحظوظ صاحب جمعية من لا برج لهم... تحية تقدير لك...

ان قبلتموني أنا من القراء لعمود من لا برج لهم وأحببت ان أكون صديقا للجمعية بالمراسلة... بصراحة تعجبني أفكار الجمعية مع انه أنا ما أصدق ان الحظ له علاقة بالمحتوم ولا يؤثر على الحياة بشكل مباشر بس بيني وبينك يا مرزوق الكل فاهم ان مرزوق ما يتكلم عن الحظ لكنه يتكلم عن توزيع الحظوظ والموزع مو الله طبعا... وما أطوِّل عليك لأني ما أدري انتو بتقبلوني والاّ لا؟!

لو أنا منك ما أقبلني لأني من أولها ناقشت أساسيات الجمعية يا ترى ويش تاليها بس ما أظن ان جمعيتكم فيها (ديمواستبدادية) وبترفضون الرأي الآخر... على العموم أنا أنتظر ردكم».

مرزوق يرحب بكل الأصدقاء وحتى الذين يناقشون أساسيات الجمعية، فليست لدينا «ديمواستبدادية»... وعلى فكرة: من أين أتيت بالـ «ديمواستبدادية»؟! فـ «ديمو» كلمة يونانية تعني «الشعب»، وإذا قلت ديمواستبدادية فإنك تقول «استبدادية الشعب». وهذا تناقض... فكيف يستبد شعب برأيه؟! والمفترض هو ان الشعب يتجه ناحية الاتفاق بصورة جماعية، وان لم يستطع ذلك يأخذ برأي الأكثرية... ولذلك لدينا انتخابات وعمليات تصويت واستفتاءات...

وإذا كنت تقصد بـ «ديمواستبدادية» هي طريقة حكم العرب الذين يحصل الحاكم عندهم على 99,99 في المئة أو 100 في المئة فالموضوع يختلف... هنا الشعب مستبد لأنه لا وجود له... فهو فرع لإرادة شخص واحد، وهذا الشخص قد استلب قرار هذا الشعب و لذلك لا يمكن ان يوجد من يختلف معه أبدا...

أما بالنسبة لنا في «جمعية من لا برج لهم» فلحد الآن ليست لدينا وسائل قمعية ولا مخابرات ولا مجموعة عصابات تضرب من يخالف ما يقوله مرزوق... والصراحة ان طبيعة شعب البحرين ترفض هذا النوع من الاستبدادية.

ولذلك، فإن جمعية من لا برج لهم رفضت الصحافيين من الدخول في عضويتها. فعلى رغم محاولة وزارة الإعلام ارغامهم على دخول جمعية تابعة للوزارة (تسمى بصورة اعتباطية جمعية الصحفيين) فإن تلك الجمعية لم تحصل على كثير من الصحافيين ولذلك اضطرت إلى تسجيل أسماء موظفين من كل حدب وصوب «لتغليظ المرق»...

أما أنا فعضو مؤسس في جمعية من لا برج لهم لأنني لست محظوظا كالصحافيين ولذلك فإني أخاطب جميع من لا برج لهم الاتحاد فيما بينهم لخلق «ديمواستبدادية» بينهم لأنهم إذا وحدوا رأيهم وفرضوا رأيهم على أنفسهم (ديمواستبدادية) فقد حققوا الديمقراطية!