تسلّم مرزوق رسالة من أحد المواطنين تقول: يبدو أن دائرة التوظيف في «الوسط» لا تختلف عن غيرها من دوائر التوظيف الذين يضعون العراقيل أمام البحرينيين في التوظيف، فهم دائما يسألون عن الخبرة... أو أنهم يعدونك بعد فترة من الزمن وبعد أن تراجعهم يعطونك موعدا آخر حالهم حال وزارة التربية والتعليم... والوزارات الأخرى بل إن التوظيف قائم على أصحاب الخبرات وهي حجة جميع الشركات، فقبل صدور الأعداد التجريبية وبعد مدة من تقديم طلباتنا إلى «الوسط» ونحن نراجع مدير الموارد البشرية وكل مرة نتلقى وعدا بأننا سنرد عليكم بعد أسبوعين... أو بعد افتتاح المكاتب... وهذا الكلام يذكرنا بأيام أمن الدولة، إذ أن الشخص لا يعلم كم سيبقى في زنزانته أو متى سيخرج، فهو متروك من دون محاكمة. وأرجو يا مرزوق وضع هذه الرسالة بكل أمانة مثلما عودتنا دائما، كما نرجو منك إطلاع رئيس التحرير على هذه الرسالة، كما نرجو منك قبولنا في جمعية من لا برج لهم... وما يزيد الطين بلة أننا ندخل مقابلات والسؤال المهم: هل اعتقلت في «الأحداث»، فبمجرد أن تقول نعم فأنت من المرفوضين... ونرجو منك أن تضمنا تحت عنوان «لا هم في الأرض ولا هم في السما» من قانون أمن الدولة حتى صدور «الوسط».

مرزوق قرأ الرسالة وقرر نشرها كما هي بحسب طلب كاتبها على رغم أنه لم يفهم بعض جملها، ولكن لإبراء الذمة أخذها إلى دائرة التوظيف (ويسمونها في «الوسط» دائرة الموارد البشرية، والله أعلم لماذا؟) وسألهم عن حقيقة ما كتب في الرسالة، فكان جوابهم الآتي:

- إننا أسسنا مشروعا كبيرا ووظفنا أكثر من مئة شخص خلال الثلاثة الأشهر الأولى فقط، ومن الطبيعي أن نحصل على خمسة إلى ستة أضعاف مانحتاجه. والضغط على الصحيفة كان هائلا ومع ذلك فقد سعينا إلى توظيف البحرينيين في كل المناصب الممكنة. ولدينا الآن 97,6 % بحرينيون. فكل الموزعين بحرينيون، وهذه أول مرة يتكون فيها فريق متكامل من البحرينيين فقط. فـ «الوسط» يوزعها شباب من البحرين وليسوا من العمال الوافدين أو «الفري يزا»، وإذا كان هناك غير بحريني يوزعها فليس من موظفي «الوسط»، وإنما من الذين تعاقدوا لبيع «الوسط» عبر شركة أخرى.

وحتى «الفرّاش» حاولنا توظيف البحرينيين فقط، ولكن اثنين من الذين وظفناهم هربا قبل أن يداوما، واضطررنا إلى إعادة الأجانب مرة أخرى لهروب البحرينيين من الوظيفة.

أما من ناحية طلب الخبرة فقد اشترطناه لبعض المناصب الحساسة فقط وهي تمثل قرابة 30 % من مجموع المناصب التي تم ملؤها. وهذا طبيعي، فإذا لم نطلب الخبرة فقد تنهار المؤسسة لعدم إلمام من يتم توظيفهم بعملهم.

مرزوق طلب دليلا على ذلك، وتم تقديم الدليل إليه على صحة ما قاله المتحدث باسم دائرة الموارد البشرية، وعلى هذا الأساس استرجع ثقته بمشروع «الوسط» وقرر مساندته حتى يثبت العكس