تسلّم مرزوق رسالة من احد المواطنين تقول:

أنا أحد المتابعين لنشاط الجمعية. وأود أن اكون أحد الأعضاء عديمي البروج فيها. فأنا أعمل في احدى الشركات الكبرى في البلاد «بابكو»، وموظفو هذه الشركة ينقسمون الى جمعيتين مختلفتين. «جمعية الابراج الذهبية» و«جمعية من لا برج لهم» وهم الاغلبية، فما يحدث في الشركة من وسائط ومحسوبيات يجعل من لا برج لهم فيها مثل «ثور الساقية» الذي يدور حول نفسه مغمض العينين يجهد نفسه ولا يتحرك من مكانه، مع العلم انه من دون هذه الفئة لا يمكن للعمل ان يتم واصحاب الابراج الذهبية سيفقدون مناصبهم، فهم لا كفاءة ولا معرفة بالعمل الا معرفتهم بمن أجلسهم على كراسيهم. وليت الامر يقتصر على عدم الترقيات وقلة الزيادات الا ان الشكر والتقدير الذي يمكن ان يهون على من لا برج له يكون لذوي الابراج الذهبية. فهل ستبقى الشركة على زمن يفترض وكما يقال انه ولى وانتهى، واننا نعيش عهد الاصلاحات؟.

أعرف ان صوت جمعية من لا برج لهم هو صوت تصمّ عنه الآذان، وتغمض عنه الأعين. الا انها متنفس لكل مكبوت. أتمنى منك يا سيد مرزوق ان تنشر رسالتي مع تعليقك عليها.

مرزوق قرأ رسالة المواطن الذي طلب الانضمام الى «جمعية من لا برج لهم» وراجع احد المختصين في شئون بابكو للتعرف على المزيد من اوضاع احدى اهم الشركات البحرينية...

مشكلة بابكو «عويصة»، بحسب ما يقوله المختص... سأله مرزوق: لماذا؟ فأجاب:

بابكو تعمل على اساس تكنولوجيا قديمة، ولو انها حدّثت التكنولوجيا فانها ستضطر الى اقاله ما بين 1500 و 2000 شخص لأن المصافي الحديثة لا تحتاج الى هذا العدد من الموظفين والعمال.

مرزوق: «رحنا فيها... لو أدري ما سألت».

المختص: واكثر من ذلك، فإن المصفاة لا تنتج الارباح المتوقعة منها لأنها تشتري النفط الخام بسعر السوق، فإذا زاد سعر النفط فإن سعر البرميل يزداد، ولكن الذي ينتج عن التصفية لا تزداد اسعاره بالازدياد نفسه في النفط الخام بصورة تلقائية، لأن هناك عوامل أخرى تدخل في المعادلة ايضا...

مرزوق: «لو أدري ما سألتك!»

المختص: بابكو تساعد الحكومة على امتصاص اعداد من المواطنين لكي لا يصبحوا من دون عمل، وبعد ذلك يتجهون الى جمعية من لا برج لهم وينضمون اليها وربما ايضا يخرجون في مظاهرات ويتعبون الحكومة.

مرزوق: «خلاص فهمت»، كل بابكو مؤهلة للانضمام الى (جمعية من لا برج لهم)، حتى الذين خلقوا ابراجا وهمية لهم، ولكني لن اقبلهم مهما حاولت... فالذي له برج وهمي يتفلسف ويقوم بهذه الاعمال، فما بالك لو كان برجه حقيقة؟..