العدد 56 - الخميس 31 أكتوبر 2002م الموافق 24 شعبان 1423هـ

جمعية من لا برج لهم (تحت التأسيس)

حظك يا مرزوق comments [at] alwasatnews.com

جمعية من لا برج لهم
أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين

مرزوق دعا عددا من أصحابه إلى مشاهدة فيلم علمي حصل عليه من أحد أصدقائه وأعدته إحدى الجامعات الأوروبية أجرت دراسة لعدة سنوات عن «نمل الأمازون» فاستغربوا كيف تمكنت الكاميرا من تصوير النمل و كأنها تصور بشرا... ومصورو النمل هم من المحترفين الذين عاشوا سنوات في غابات الأمازون يدرسون ويتابعون النمل في كل ما يقوم به.

النمل الذي تم تصويره يتكون من فصائل، والفصائل لديها قبائل، وكل قبيلة من النمل لديها أعراف ووسائل تفاهم فيما بينها. ولون النمل يختلف «ميكروسكوبيا» فكل قبيلة لها لونها ولها شكلها اللذان يختلفان قليلا عن الأخرى وإحدى هذه الفصائل شرسة وتستعبد الفصائل الأخرى. والفيلم يصور بدقة كيف تقوم هذه الفصيلة باستعباد غيرها...

الفصيلة التي تستعبد غيرها لديها «عبيد» من فصائل أخرى، وهؤلاء «العبيد» تفرض عليهم تلك الفصيلة القيام بخدمة أعمال شاقة، ويقوم العبيد بجلب الاكل ورعاية صغار النمل (أبناء و بنات الاسياد)...

إلا ان الأغرب هو كيفية تحويل فصائل من النمل عبيدا لفصائل أخرى... وهكذا يتم الأمر حسب ما تصوره الكاميرا الدقيقة في تفاصيلها:

تخرج الفصيلة التي تريد استعباد غيرها لاكتشاف موقع فصيلة من النمل لاستهدافه. وبعد إجراءات المراقبة لوقت ليس بالقصير، تستعد الفصيلة المهاجمة لشن هجومها... بادئ ذي بدء ترسل بعضا من أفرادها للاشتباك الجزئي لاختبار قوة الدفاع لدى تلك الفصيلة... ثم ترجع إلى الوراء... بعد ذلك تجتمع قوات الفصيلة النملية المهاجمة وتحيط من كل جانب بالهدف. وبعد إشارة من أحدهم يقومون برش النمل المستهدف استعباده برذاذ عسلي يخرج من خراطيمهم، تماما كما يخرج الماء من خراطيم سيارات إطفاء الحريق التي يستخدمها البشر. وفجأة، يقوم النمل المستهدف بالاشتباك مع بعضه الآخر لكي يأكل كل منهم العسل المرشوش على صاحبه... كل هذا يجري والنمل الذي رشهم يقف كالمشاهد... وبعد فترة يقتل معظم أفراد تلك الفصيلة بعضهم بعضا، وما هي إلا فترة وجيزة وإذا بالهجوم الساحق من الفصيلة التي رشت بالرذاذ العسلي تهجم على من تبقى منهم وتدخل مغاراتهم وتسرق بيضهم الذي لم يفقس بعد، ثم تذهب بهذا البيض ليفقس في المغارات التابعة للفصيلة المهاجمة... وبعد ان يفقس البيض يخرج النمل المستهدف ليتحول إلى عبيد يخدمون الأسياد وأبناءهم من دون حساب أو عتاب... وتصور الكاميرا كيفية استعباد فصيلة من النمل فصيلة أخرى.

بدا واضحا لمرزوق وأصحابه أن الذين «لا برج لهم» إنما هم كذلك لأن هناك من استهدفهم، و انهم اقتتلوا فيما بينهم على الرذاذ العسلي الذي رماه عليهم من استهدف استعبادهم... وفي الختام طرح مرزوق سؤالا على اصحابه: هل بإمكاننا ألا نكون مثل النمل الذي تحوّل الى عبيد واصبح من دون ابراج بسبب نحاستهم واقتتالهم فيما بينهم؟؟

إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"

العدد 56 - الخميس 31 أكتوبر 2002م الموافق 24 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً