بعث أحد المواطنين رسالة إلى مرزوق لا تتعلق كثيرا بموضوع «من لا برج لهم» ولكن مرزوق ارتأى نشرها لأن فيها بعض المفاهيم الخاطئة التي يكررها البعض، وتكرارها من دون الرد عليها قد يعززها.
يقول المواطن:
«الرسالة لم يبعثها إليكم شخص واحد بل أنا متيقن أن الآلاف يبعثون إليكم الرأي نفسه، فهل كلهم على خطأ وأسرة تحرير «الوسط» فقط هي على الصواب؟ التقدير كل التقدير للصورة المنشورة، لكن ما معنى أن يتم تجاهل الرسائل التي وجهها الشيخ علي سلمان والنعيمي والبقية إلى الملك؟ أليس هذا خوفا من غضب الملك بحجة أنه لا جديد؟ وهل من المعقول أن يكون كل ما ذكر ليس جديدا؟ واذا كان كذلك، أليس من الأمانة الصحافية أن تنقل الصحيفة أبرز ما قيل ليطلع عليه الذين لم يحضروا؟ ما معنى أن يذكر الصحافي في مقدمته أن ليس كل الحاضرين مقاطعين، أليست هذه محاولة لتهميش المقاطعة والتقليل من أهمية الحدث؟ أم لأن الصحيفة لا تريد إحراج الملك ومشروعه وهي جزء واضح من هذا المشروع؟ فقط أحببت أن أشير إلى الدكتور منصور الجمري أنه ذكر أكثر من مرة أنّ هذه الصحيفة جاءت من تضحيات الشعب وهو لا يستطيع أن ينكر ذلك، وها نحن اليوم نقرأ صحيفة منحازة للملك ومشروعه على حساب من ضحى وجاهد».
مرزوق لم يشأ الاستفسار من هيئة التحرير عما ذكر، فنشر الرسالة كما هي يرد عليها بصورة تلقائية. فالمواطن، الذي أأمل أنه من أنصار «جمعية من لا برج لهم»، يقول إنه متيقن «أن الآلاف يبعثون إليكم الرأي نفسه»... واعتقد أن الحديث عن «الآلاف وعن «اليقين» أمر يفسر النهج اليقيني الذي استخدمته في الحديث عن الموضوع...
«جمعية من لا برج لهم» ليست منحازة لـ «الوسط» او لغيرها ولكنها سعيدة بأن لديها فرصة التعبير عن نفسها من خلال «الوسط»... وأصحاب الجمعية ليست لديهم القناعة «اليقينية» التي يمتلكها باعث الرسالة، ولو كان لديهم هذا «اليقين» لكانوا اشد منه في مواقفهم تجاه ما ذكر.
غير أن «المتيقن» منه هو وجود آلاف حضروا ندوة العروبة واستمعوا إلى رموز تتحدث عن مشروع المقاطعة، وان الآلاف (والآلاف عدد كبير بالنسبة إلى البحرين، ويعادل الملايين لو تحدثنا عن بلد مثل اندونيسيا) انقطعت الوسيلة لديهم بحثا عن برجهم، ولذلك فإن جمعية من لا برج لهم على استعداد لأن تقول إن عدد الذين حضروا «مئات الآلاف»، لأن ذلك لا يخالف حقيقة وجود مئات الآلاف من دون بروج ومن دون حظوظ... ولكن المشكلة هي كيف نوحد من ليس لهم برج ونرفع شعارا مشابها للشعار الاشتراكي «يا عمال العالم اتحدوا» أو الشعار الاسلامي «يا أيها المسلمون اتحدوا»؟
ولو استطعنا ان نوحد هذه الجهود عبر رفع شعار «يا من ليس لهم برج: اتحدوا» ثم نطرح لهم برامج عملية تسير مع الواقع من دون الخضوع لكل الواقع، فإن بإمكاننا خدمة من لا برج لهم حتى لو كنا لا نستطيع ادعاء «اليقين»
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 54 - الثلثاء 29 أكتوبر 2002م الموافق 22 شعبان 1423هـ