تسلم مرزوق رسائل من بحرينيات في عمر الزهور يطلبن الانضمام إلى الجمعية... غير ان الرسائل تحكي عن فتيات وكأنهن قضين عشرات السنين من المحن لوحدهن. وهذا أمر يحز في النفس، إذ ان الشباب يجب ان لا يشعروا بأن الدنيا قد انتهت في مقتبل العمر.

أحداهن طلبت عدم ذكر التفاصيل، ولكن رسالتها جادة ولم يستطع مرزوق ابداء رأيه حولها، لأن دمه غلى في عروقه، ولأنه لم يكن يتصور ان البحرين لديها مآس بهذا الشكل. فتاة في عمر الزهور لا تستطيع الزواج لا لأنها ليست محظوظة في ظاهرها أو مستواها العقلي، ولكن لأن وحشا من أقاربها اعتدى عليها جنسيا عندما كانت في طفولتها، وهي لم تكن تفهم ماذا كان يعمل ذلك الوحش الحيواني السلوك والفاقد لكل معاني الإنسانية.

كنت أتصور ان الوحوش من هذه الأنواع لا توجد في البحرين لأننا بلد إسلامي ومحافظ جدا، وكنت أعتقد بأن مثل هذه القصص لا تعبر الحدود الأوروبية والأميركية وكنت أتصور أن الروابط العائلية في بلادنا كفيلة بمنع الاعتداء الجنسي على الأطفال... الا أني صعقت وأنا أقرأ تلك الرسالة الحزينة من مواطنة تكتب قصتها لتعبر عما يختلج في نفسها لأنها حرمت من البراءة وحرمت من أمر عزيز على نفس كل فتاة من قبل وحش يشبه بني آدم ولكنه كالأنعام بل أسوأ سبيلا...

مرزوق ليس لديه ما يقوله أمام هذه الرسالة سوى انه واحد من المواطنين الذين يودون خدمة مجتمعهم بما يستطيع، ويؤمن بأن عدم الحديث عن هذه المشكلات يسمح باستمرارها واستمرار معاناة ضحاياها...

أيتها الضحية العزيزة... اعلمي ان الله لا يمكن ان يتركك لوحدك... صحيح ان الوحش الذي اعتدى عليك تمكن من إيذائك نفسيا وجسديا، وحاول إهدار كرامتك وأنت طفلة لا تعلمين شيئا، ولكن الله والناس الطيبين (أهل الله) هم الأكثرية الساحقة من أبناء شعبنا الطيب، وهم الذين يقفون معك، ولا داعي - يا أيتها العزيزة عند الله - ان تنطوي على نفسك، فما أصابك أصاب غيرك من قبل، ولكنهم بعون الله وعون الناس الذين يعملون الخير لبني البشر استطاعوا الخروج من المأساة التي مرّت بهم...

لن أتحدث عن «جمعية من لا برج لهم » هذا اليوم... فالمقام لا يسمح بذلك، فلم أستطع التغاضي عن الرسالة بأي حالٍ من الأحوال