تقدم أحد المواطنين بطلب للانضمام إلى جمعية من لا برج لهم شارحا السبب وراء طلبه:
«منذ زمن بعيد وأنا لم أترك أي سوبرماركت ومجمع قد وضع اعلانا بأن هناك جائزة كبيرة بعد شراء شيء ما بمبلغ معين، وأصبحت أتجول من مكان إلى آخر ولكن لاحظّ لي، وعندما يئست من هذه المحلات استبشرت خيرا بالبنوك؛ بحسابات الرابح والهيرات وغيرهما حتى أنني شارفت على الافلاس مع العلم أنني مفلس أصلا، لذلك أكتب إليك لعلي أجد عندك مجالا لاشراكي في جمعيتك مع العلم أني مشترك في جمعيات كثيرة منها الخيرية والسياسية والأندية الأهلية».
مرزوق يرحب بالمواطن الباحث عن حظه في ورق الحظ والنصيب التي يوزعها محترفون يعلمون أن أكثرية الناس لا يربحون وأن طمع الانسان في النصر بالصدفة والثراء العاجل سيدفع من لاحظّ لهم إلى خسران مزيد من حظهم وهم يسعون إلى تحسين حظوظهم...
أكثر الشركات تحترف الضحك على من لا حظَّ لهم لقهرهم أكثر مما هم مقهورون في حياتهم، بل ان بعضهم يتخصص أصلا في الاحتيال. فهناك من كان مليونيرا وخسر أمواله لأنه صدق رسالة قادمة إليه من نيجيريا أو أوغندا توعده بخيرات إفريقيا فيما لو دفع قدرا من المال، وفجأة يجد هذا المرء انه خسر كل شيء لبعض المحتالين والنصابين الذين يغلبون ابليس في شطانتهم ويغلبون اشرس ما خلق الله في قدرتهم على التلذذ بمآسي الآخرين. والضحك على الناس بهذه الوسائل كثير ومتعدد بل ان بعض التجار وعدهم بعض المحتالين بحمولات من المعدات الضخمة مقابل سعر زهيد، وعندما ذهبوا لتسلم بضاعاتهم وجدوا علبا من الشاي الذي انتهت مدته، ولا يصلح حتى للشرب من قبل المفلسين الذين يفقدون كل شيء بسبب سعيهم للمراهنة مع بعض السيئين.
والذين يتورطون في ملاحقة الحظ واليانصيب، يتورطون بأناس أكثر احترافا من السراق الآخرين. فهؤلاء لا يمكن محاسبتهم قانونيا لأنهم لم يعملوا شيئا ضد القانون، وهم يربحون أكثر من أي شخص آخر قد يربح فيما لو دخل في اللعبة عشرة آلاف مرة. ونسبة الذين يربحون ضئيلة جدا عند مقارنتها بعدد الذين يساهمون في هذه المسابقات والبرامج، ومع ذلك يستمر من لاحظَّ له في البحث عن حظه في آخر مكان سيجده».
ان جمعية من لا برج لهم ترحب بالعضو الجديد شريطة ألا يطالب الجمعية بطرح اعلانات عن سحب لجوائز وهمية أو غير وهمية، فلا أحد منا يريد فقدان المزيد من حظه، وكلنا في هذه الجمعية عازمون على الغاء الجمعية لاحقا، عندما نجد ابراجنا ونوزعها على بعضنا الآخر. مرحبا بك
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 40 - الثلثاء 15 أكتوبر 2002م الموافق 08 شعبان 1423هـ