مرزوق استعرض مع أصحابه إحدى الرسائل الواردة إلى الجمعية مع طلب للالتحاق بها... ويسأل صاحب الرسالة: عمّا اذا كان مؤهلا للانضمام إلى جمعية من لا برج لهم.
واستعرض مؤهلاته كما يأتي:
قضيت في السجن اكثر من 13 سنة طوال فترة الثمانينات وبعض التسعينات.
أصبت في الانتفاضة البحرينية بعدة رصاصات متشظية، استخرجوا بعضها ولايزال في جسمي البعض الاخر منها، وأنا اخاف السفر عبر المطارات، لان جرس الانذار يرنُّ دائما عندما أمرُّ بالقرب منه. واتعرض للتفتيش والبهدلة والمساءلة...
لا أمتلك بيتا لا من الاسكان ولا من غير الاسكان.
ليس لدي دخل ثابت.
الشهداء يترحم عليهم الناس، والقادمون من المهجر تجمعوا وطالبوا بتعويض، والمفصولون عادوا إلى وظائفهم، إلا أنا... لا عَيْر ولا نفير...
«ألا ترون يا مرزوق اني استحق بجدارة ان اكون عضوا في جمعية من لا برج لهم؟... ولكن لا أريد أن أترشح إلى مجلس الادارة... فأنا لست مستعدا للبلاوي، كفاية اللي جاني وما أحد مفتكر في شأني»...
«وأنا أيضا أدعو إلى قبول الأعداد الهائلة المؤهلة لدخول الجمعية من سجناء وجرحى ومهجّرين وعاطلين وطلاب وأعضاء مجلس بلدي ونساء بلا حقوق وشتى أنواع الناس».
مرزوق انحنى اجلالا لتضحيات أحد الجنود المجهولين الذين بسبب تضحياتهم ينعم الآخرون بكثير مما يجري في بلادنا الحبيبة... والتفت إلى أصحابه قائلا: إن مؤشر نجاحنا أو فشلنا هو في مقدار ما نقدمه لهؤلاء الناس.
أحد أصحاب مرزوق تساءل: لماذا لا نؤسس جمعية اخرى تطالب بحقوق المسجونين؟ إلا أن مرزوق اجابه: ما تشبع من تأسيس الجمعيات؟ أليس كافيا أن لدينا ثلاث جمعيات حقوق انسان وهي لا تستطيع فعل شيء يذكر، فماذا سيحقق تأسيس المزيد من الجمعيات؟
ثم ألا يكفي أن جمعية من لا برج لهم موجودة لاستيعاب جميع المواطنين، وهي الآن اكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين؟
أن ما نسعى إليه هو اشهار الجمعية واذا رفضت وزارة العمل اشهار الجمعية فسنعمل «تحت التأسيس» ونثبت بذلك اننا افضل من الجمعيات التي تأسست على الورق فقط!
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 32 - الإثنين 07 أكتوبر 2002م الموافق 30 رجب 1423هـ