مرزوق يقرأ الصحافة اليومية ويدخل على مواقع الانترنت يقرأ بعض الحوارات الحيوية بين أبناء البحرين. ولكنه يشعر بالضيق لأن عدد المواقع الالكترونية المغلقة يزداد مع الأيام. فهو يودُّ الاطلاع على ما يقوله المواطنون لكي يتعرف على شرائح جديدة لضمها الى جمعية من لا برج لهم. الا انه يضطر ايضا إلى استبدال طريقة الوصول لتحاشي عمليات الاغلاق المستمرة من قبل جهة لا يعلم طبيعتها إلا الله.

ومرزوق يتساءل عن قانونية هذا المنع ومن الذي يعطي الصلاحية لشركة تجارية ان تمنع المواطن من حقه في الدخول على الإنترنت؟ وهي لو كانت وكالة حكومية فإن تلك الوكالة بحاجة الى رخصة قضائية أو برلمانية للقيام بمثل هذا العمل الخطير. غير ان مرزوق يشعر بثقل المسئولية، فجمعية من لا برج لهم يزداد عدد أعضائها يوميا بدلا من تناقصه. فجميع اصحاب وأعضاء المواقع الالكترونية أصبحوا من الشرائح التي يجب ان تستهدف الجمعية كسبهم لعضويتها.

جمع مرزوق أفكاره وعرضها على احد اصدقائه، إلا انه استغرب عندما سمع رد صديقه. فصديقه قال إن أصحاب المواقع الالكترونية غير مؤهلين لدخول الجمعية لأن حظهم الالكتروني وافر جدا، وان قيام جهة غير معلومة الصلاحية بإغلاق مواقعهم انما يزيد حظهم الالكتروني قوة... فلدينا الآن متخصصون في مقاومة المنع واصبح عدد الذين يدخلون المواقع الالكترونية أكثر من ذي قبل، لأن «كل ممنوع مرغوب»، كما ان عدد الأذكياء في ازدياد، وان منع الشباب من دخول المواقع الالكترونية إنما يزيد من حماسهم لتقوية قدراتهم الكمبيوترية. ويبدو ان الجهة السرية التي تغلق المواقع الالكترونية لها هدف نظيف، وهو زيادة القدرة البحرينية في مجال الالكترونيات. فهي لا تضيع وقتها - كما يعتقد البعض - ولا تهدر أموالها في استجلاب الخبراء والبرامج من الخارج لقمع حرية الكلمة انما هي تمارس خطة تنموية ناجحة بعد ان فشلت الخطط التنموية الأخرى، فقد وجدت هذه الجهة أن شعب البحرين شعب شاطر يحب التحديات، ولذلك قررت أن تتبارى معه في غلق المواقع لكي يسعى هو لدخولها بطريقة أخرى، ثم تقوم هي بمنعها، ويقوم هو بدخولها.

مرزوق لم يرد على صاحبه بكلمة واحدة، لأن الكلام الذي يسمعه زاد من ضغطه... ولكن صديق مرزوق واصل الحديث: «ثم ان عملية الغلق والمنع ستساعد على التقليل من البطالة، فالحكومة ستكون لديها وظائف شاغرة لكثير من الفنيين والخبراء لغلق المواقع ومتابعة بقية المواقع الأخرى . وكلما احتاجت الحكومة إلى الغلق ازداد عدد الموظفين، وبالتالي يتم تقليل عدد العاطلين عن العمل... ثم إن الذين يقاومون المنع ستزداد مهاراتهم الالكترونية كثيرا وبالتالي يصبحون أكثر تأهيلا لدخول سوق العمل... مرزوق قاطع صاحبه: لا يكون انت وياهم واحنا ما ندري، اسكت أحسن لك