مرزوق دعا بعض اعضاء «جمعية من لا برج لهم» ليقرأ عليهم أحدى الرسائل التي وصلته. ولكنه قبل أن يقرأ الرسالة قاطعه أحدهم قائلا: «بسنا من الكلام عن غوانتنامو البحرين... أعطهم فرصة، فلربما سمعوا صراخ الأسرى والآن قلبهم حن عليهم وهم يحاولون الإصلاح».
مرزوق رد على صديقه «أنا لن أقرأ هذه الليلة رسالة من الأسرى في غوانتنامو، فلديّ رسالة من مواطن بدون برج من نوع آخر...» هذه الرسالة ملخصها ما يلي:
«إنني من ضحايا التأمينات الاجتماعية الذين لم يوفقوا في الحصول على التقاعد المبكر. أنا يا مرزوق أعاني من مرض السكلر وأتغيب كثيرا عن عملي لدرجة انني ذهبت إلى المدير العام وشرحت له ظروفي (وأنا متزوج ولديّ طفلان وكنت أعيش في غرفة عند والدتي، أما الآن فأسكن بالايجار)... إلا أن المدير العام حوّلني على مدير الموارد البشرية. غير أن الأخير لم يعمل شيئا وقاموا بقطع راتبي بسبب غيابي. فقمت برفع قضيتي إلى التأمينات الاجتماعية للحصول على التقاعد المبكر، إلا أنهم طلبوا مني تقارير الاطباء. وبالفعل أخذت التقارير إليهم... إلا أنهم ردوا عليّ (اذهب واجلب لنا رسالة من مكان عملك)... غير ان المكان الذي اعمل فيه ماطل في توفير الرسالة، وبعد إصرار حصلت عليها وذهبت إلى التأمينات. غير أن المسئول في التأمينات بدأ يماطل ويقول (هذه التقارير لا تكفي)... ثم حولني على اللجان الطبية... وهناك في اللجان الطبية حقق معي ستة أطباء، أحدهم كان يستهزئ بي، والآخرون مشغولون في أحاديث خاصة بهم. وبعد خمس دقائق من الاستهزاء بي صرفوني وقالوا لي (سوف نرد عليك).
وفي الوقت الذي لم يسمعوا لي ولم يعطوني أذنا صاغية، أنا أعاني من المرض ولا استطيع المداومة، وأنا بانتظار رد الاطباء الذين لم يعطوني سوى خمس دقائق من الاستهزاء. وعلى هذا الاساس أود الانضمام إلى جمعية من لا برج لهم»...
مرزوق تحدث مع أصحابه عن هذه الرسالة وطلب رأيهم عن إمكانية قبول المواطن المذكور في الجمعية. فجاء رد أحدهم: إننا يجب ان نكتب عن قضية هذا المواطن لكي ينتبه إليها من يهمهم الأمر، ولكن المشكلة هي إذا استجابوا له فسوف لن يكون مؤهلا لدخول الجمعية لأن برجه سيكون جيدا...
مرزوق أجاب: يمكننا أن نعرض عليه العضوية لمساعدة نفسه حاليا، وعندما يفرج الله عنه يمكنه أن يخبرنا عن الآخرين الذين يعانون مثله لكي نرغبهم في الاشتراك في الجمعية، وبالتالي سيكونون عوضا عنه
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 28 - الخميس 03 أكتوبر 2002م الموافق 26 رجب 1423هـ