تسلم مرزوق رسالة اخرى من إحدى المواطنات تتعلق «بغوانتنامو البحرين» (عفوا. جامعة البحرين)... المواطنة تختلف عن مرزوق في أمر واحد فقط (حسب ادعائها) وهو انها غير محظوظة ليس من ولادتها وإنما منذ اليوم الأول الذي دخلت فيه «غوانتنامو» البحرين، اذ تقول :
«وصلت اليها (غوانتنامو البحرين) في العام الذي تأزمت فيه الاوضاع الامنية في البلاد العام 1995، وياله من عام... قبل ذلك كنت المتفوقة دائما والمقربة من مدرساتي بسبب جدي واجتهادي، وكنت ابكي فيما لو فقدت نصف درجة، ولا أرضى إلا بالدرجات الكاملة... ولكن يا لتقلب الزمان. كانت أول صدمة هي عدم حصولي على البعثة الدراسية، على رغم أن معدلي اكثر من 95 ثم كان ابعادي عن التخصص الذي اخترته، إلى ان استقر المقام على علوم الكمبيوتر... ومرت الخمس سنوات، ولا داعي لسرد «البلاوي» في الجامعة بسبب التشديد الأمني حتى في ابسط الامور، وحتى لون اللبس حاسبونا عليه!. ولا نستطيع الدخول من دون البطاقة الجامعية التي يتم تغيير لون ختمها كل فصل، هذا علاوة على التجاوزات الادارية والخطط التي تتغير يوميا على مزاج «الاساتذة»، وكأن الطالب في «سوق سمك». صبرت واعتقدت ان البلاوي ستنتهي بعد خروجي من الجامعة، الا انني أقف في طابور طويل جدا، انتظر دوري في اي وظيفة محترمة في حين ارى من كان معي ولم يكن يفقه شيئا (ولكن له برج) يجد الوظيفة الممتازة من دون تعب... يقولون لي لو انك خارج البحرين لأصبحت شيئا كبيرا، ولكن الواقع هو انني هنا في البحرين، واشعر ان بلدي تخنق ابداعي وتقتل رغبتي في الانطلاق إلى الافضل... ولكل ما ذكرت: اطلب الانضمام إلى جميعة من «لا برج لهم».
مرزرق سعيد جدا بطلب انضمام مواطنة اخرى إلى جمعيته، ولكنه غير سعيد كيف أن الحظ والبرج يختفي من الانسان وبهذه الطريقة. وبدأ يقارن نفسه مع مقدمة طلب الالتحاق بالجمعية ويسأل هل يمكن استحداث نظام عضوية متطور «لجمعية من لا برج لهم» بحيث يمكن تقسيم انواع العضوية إلى عضو لا يملك برجا اساسا (عضو - ا)، عضو يملك برجا ولكنه فقده لأنه مواطن يحب وطنه (عضو - ب)، عضو مولود في بيئة اصحابها ممن ليس لهم حظ وليس لهم برج، وعلى هذا الاساس فإنه محسود من قبل الذين لهم برج ولذلك فانهم يسعون إلى نزع البرج منه (عضو - ج)، عضو متعاطف مع من لا برج لهم (عضو - د)، عضو لكن من نحس حظه ودخل «غوانتنامو البحرين» (عضو - هـ).
ولكنه عاود نفسه، في اي صنف يمكن تصنيف المواطنة التي ارسلت الرسالة، هل هي «عضو - ب» أم «عضو - ج» أم «عضو - د» أم «عضو - هـ» اذ يبدو انها داخلة في جميع هذه الاصناف.
وعندما استشار مرزوق صديقه، اشار عليه: إن الافضل ان تتنازل عن فكرة تصنيف الاعضاء، ولا تعمل طبقية بينهم فكلهم اخوة واخوات في جمعية من لا برج لهم... وعلى اثر ذلك رحب مرزوق بالمواطنة قائلا «سنعمل سويا للدفاع عن بعضنا البعض
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 21 - الخميس 26 سبتمبر 2002م الموافق 19 رجب 1423هـ