تسلّم مرزوق رسالة من إحدى الطالبات اللاتي يدرسن تكنولوجيا التعليم والمعلومات بجامعة البحرين تقول فيها: «أنا اريد الانضمام إلى الجمعية ولكن بعد 3 سنوات تقريبا لأنني (سأتخرج) وسأكون عاطلة، حتى لو تفوّقت، وذلك لأنني من الذين لا برج لهم» ...
حوّل مرزوق طلب الانضمام إلى «لجنة العضوية».
اللجنة تتكون منه شخصيا بالاضافة إلى أحد اصدقائه الذي يجلس معه ويستمع له من دون ان يشارك بأي رأي لانه يفتكر كل شيء يسويه مرزوق ما هو إلا «طنز». إلا أن صديق مرزوق (العضو المؤسس من دون ان يؤسس شيئا) تحدث لأول مرة بشيء مفيد عندما قرأ الرسالة التي تسلمها مرزوق، وقال معلقا «ما يصير هذا الكلام يا مرزوق... شوف سواياك، حتى هذه الطالبة المتفوقة تريد ان تنضم إلى الجمعية...
ماذا تريد أن يقال عنك؟ هل تريد أن يقال انك تبث إلاحباط في نفوس المواطنين، وهل تريد أن يقال إنك تنشر طالع السوء وتدفع الآخرين إلى أن يفكروا في الانضمام إلى الجمعية بعد أن كانوا متفوقين في دراستهم وبعد تخرجهم».
مرزوق اهتزّ لهذا الكلام، ولكنه لم يرد أن يكسر نفسه أمام صديقه الذي لم يتعود أن يسمع منه اي كلمة، فأجاب: «وانت لماذا تعتقد انني ابثّ اليأس لدى اي شخص؟ ثم ألا تعلم أن الطالبة المحترمة من الممكن ان تساعدنا على انشاء «اتحاد طلابي» يكون الحليف الأكبر لجمعية من لا برج لهم؟»
مرزوق واصل حديثه: تعلم أن العقلية القديمة الرافضة للنقابات والاتحادات بدأت تنهار منذ أن أعلن عظمة الملك قيام الاتحاد العام لنقابات العمال في 24 سبتمبر/ايلول، وأن هذا يعني أن الطلاب المساكين سيتحسن حظهم، وسيتحررون من القيود التي توازي قيود «غوانتنامو». فمساكين الطلاب الذين يذهبون إلى حرم الجامعة، هم اشبه بدخولهم قاعدة «غوانتنامو» التي تعتقل فيها اميركا الشباب المسلمين وتحرمهم من كل حقوقهم ولا تعترف بأي عهد أو اتفاق دولي للتعامل الانساني معهم. ويبدو أن هناك في الجهاز الجامعي من يحب تقليد الاميركان ولذلك فإنه يحوّل الحرم الجامعي إلى «غوانتنامو». إلا ان الملاحظ أن الحرم الجامعي هو «غوانتنامو» قبل أن تسقط طالبان وقبل اعتقال اولاد الناس واتهامهم بأنهم اعضاء في «القاعدة» ونقلهم إلى «غوانتنامو»...
وهذا يعني اننا متقدمون على اميركا، واستطعنا أن نقرأ أفكار أميركا قبل أن تقوم هي بتطبيقها ولذلك أسسنا «غوانتنامو» في جامعة البحرين، قبل أن تفكر أميركا في «غوانتنامو».
صديق مرزوق اندهش من هذا الجواب وقال مقاطعا «مصّختها، وحوّلت موضوع طلب انضمام طالبة مسكينة إلى الجمعية إلى موضوع عن تحرير الطلاب في الحرم الجامعي، وما كفاك إلا أن تشبه الحرم الجامعي بـ «غوانتنامو!».
مرزوق بعد أن هدأ قليلا: خيرا، الحرم الجامعي ليس مثل «غوانتنامو» لان الطلاب لا توضع عليهم السلاسل ولا يوضعون في أقفاص، ولكنهم مثل سجناء «غوانتنامو» لان الاخيرين لا تعترف اميركا بحقوقهم، والجامعة لا تعترف بحقوق الطلاب ايضا...
«زين... زين... دعنا نغلق هذا الموضوع لا بعد تقول شيء أزيد... بسنا... الذي قلته فيه الكفاية وزيادة...».
مرزوق عاد إلى الموضوع وقال: «أنا سأعرض على الطالبة أفكاري وسأترك لها الخيار... سأعرض عليها الدفع باتجاه الاتحاد الطلابي وسنوفر كل الدعم المطلوب، ولها حرية الاختيار...»
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 20 - الأربعاء 25 سبتمبر 2002م الموافق 18 رجب 1423هـ