العدد 19 - الثلثاء 24 سبتمبر 2002م الموافق 17 رجب 1423هـ

جمعية من لا برج لهم (تحت التأسيس)

حظك يا مرزوق comments [at] alwasatnews.com

جمعية من لا برج لهم
أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين

إحدى الرسائل التي استلمها مرزوق حديثا تسأله لماذا لا يركز ولا يفكر إلا في الأخبار والأمور التي تعكر مزاجه ومزاج غيره؟ «أوليس من الأفضل»، حسب السؤال الوارد، «أن تركز على الأمور الجميلة وتؤكد الجانب الحسن، لأننا في بلداننا غير متعودين على الإثارات؟»...

مرزوق راجع أفكاره المنشورة باحثا عن «الاستثارة»، وعن «تعكير المزاج» فلم يجدها، ولم يفهم ما تقصده الرسالة... فبالنسبة إلى مرزوق فإن حياته الاعتيادية تشبه حياة أكثرية المواطنين البحرينيين. فالأكثرية تسعى جاهدة لتحصيل رزقها الحلال وتسعى إلى بناء المجتمع الصالح الذي يحتضنها ويحتضن أبناءها في المستقبل. غير أن مرزوق يشعر بأنه «لا حظ له» مع كثير من الأمور منذ صباه. وعلى رغم أن «حظه» لم يكن معه دائما فإنه يشعر برضا وقناعة أن دوره في الحياة له فائدة له ولغيره، ولذلك سعى إلى تأسيس «جمعية من لا برج لهم».

فمرزوق يعتقد أن جمعيته أكبر جمعية «سياسية غير سياسية» في البحرين. فالجمعيات الأخرى إما أن تكون سياسية أو غير سياسية. ولكن جمعيته «سياسية غير سياسية» لأنه يعتقد أن أكثرية الشعب سياسيون رغم أنهم غير سياسيين. ويتذكر مرزوق الأيام الغابرة، أيام قانون أمن الدولة، وقبل أن يدشن عظمة الملك مشروع الإصلاح الذي أفرغ السجون وسمح باستعادة الحياة الاجتماعية وضعها الطبيعي. في تلك الأيام الغابرة اعتقل الصغير والكبير، ولم يبق أحد في البحرين إلا وأصبح خطرا سياسيا يلزم تطبيق قانون أمن الدولة ضده. هذا على رغم أن 99 من الذين دخلوا السجون لم يدرسوا السياسة في الجامعات ولم يشتركوا في احزاب سياسية منظمة على طريقة «بادر ماينهوف».

فهؤلاء جميعهم كانوا «سياسيين غير سياسيين»، وكانوا وقود وقادة الحركة السياسية ولكنهم لم يكونوا في يوم من الأيام قد فكروا مليا في دخول السياسة بصورة احترافية. بل ان السياسة فرضت نفسها عليهم، وتدخلت في حياتهم وعكرت مزاجهم، وعلى هذا الأساس تدخلوا في السياسة. بمعنى آخر، إن تدخلهم في السياسة كان اجباريا ولم يكن اختياريا. وعلى هذا الأساس فإن مرزوق شخص غير سياسي، إلا ان السياسة لا تتركه وحاله وتتدخل في شئونه كل يوم وتحاول منعه من تحقيق أمنيته (وهي انهاء سوء الحظ)... فهذه السياسة تتمنى له أن يكون بلا برج وبلا حظ من ولادته حتى مماته. أما مرزوق فهو يفكر مع نفسه «اذا كانت بدايتي من دون برج ومن دون حظ، فنهايتي في الدنيا يمكن أن توفق للسعادة والحظ، وأن الآخرة بيد الله اذا عملت صالحا...».

وعلى هذا الأساس، فإن مرزوق يجاهد كل يوم لتبديل سوء الحظ له ولغيره بحظ أحسن وأفضل، ويسعى للتعويض عن الذين «لا برج لهم» من خلال جمعهم والتفكير معهم كفريق متحاب يسعى إلى خدمة مصالح الجميع، فيد الله مع الجماعة... ومشكلة مرزوق ان حياته الاعتيادية يعتبرها البعض إثارة، أو «تعكير مزاج»، إلا أنه يراها تمثيلا حقيقيا لكثير من الناس الطيبين على هذه الأرض الطيبة. وعلى هذا الأساس فإن رد مرزوق على تساؤل الرسالة هو «أعدك بأن أترك السياسة للسياسيين، عندما تتركني هي وتتوجه إليهم فقط ولا تحاول تعكير مزاجي»

إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"

العدد 19 - الثلثاء 24 سبتمبر 2002م الموافق 17 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً