في رسالة تسلمها مرزوق من أحد المواطنين واسمه عباس، قال فيها ما يلي: «أنا متردد كثيرا بين الالتحاق بجمعيتكم وعدم الالتحاق، فأنا لديّ برج، ولديّ حظ، ولكن مع صحيفة «الوسط» لا أجد نفسي في مكان، هل لديّ حظ أو ليس لدي حظ؟ فأنا يا مرزوق مقدم طلب وظيفة كاتب/ صحافي، وعلى رغم أن قلمي يشهد له الجميع فإن «الوسط» لم تتصل بي بحجة أن هناك تدشينا مازال بالطابق الأرضي الذي ستتم فيه المقابلة، باعتبار أن الطابق العلوي يتعذر علي ركوبه (بسبب إعاقتي)، فهل ستقوم يا مرزوق بإيصال رسالتي إلى إدارة «الوسط»، باعتبارك فاعل خير وأحد الساعين للنفع العام، أم أنك ستزيد من إحباطي لكي أشترك في جمعيتك؟».

على أن المرسل ألغى طلبه لاحقا للاشتراك في «جمعية من لا برج لهم» وطلب فقط إيصال الرسالة إلى إدارة الموارد البشرية بـ «الوسط».

ومرزوق زعلانٌ لأن المرسل قال إنه ضد الاشتراك في جمعيات وأنه يميل إلى الاستقلالية، فمرزوق يعتبر نفسه «مستقلا» ويعتبر تحالفه مع المستقلين الآخرين (ممن ليس لهم برج) هو زيادة في الخير، لأن يد الله مع الجماعة، والمستقلون يمكنهم أن يصبحوا أعضاء في حزب أو جمعية من دون أن يخسروا موقعهم المستقل.

طبعا إلا إذا كان المقصود بالمستقل هو أن يعمل المرء بمفرده من دون الاشتراك مع الآخرين. ولا مانع من ذلك فالنبي إبراهيم (عليه وعلى نبينا السلام) كان أمة بنفسه، وكان يستطيع القيام بما تقوم به أمة متكاملة... ويا ليت لنا قدرة إبراهيم (عليه السلام) لنكون كلنا مستقلين لا نحتاج إلى غيرنا في إنجاز أعمالنا.

وإذا كنت مستقلا ـ أخي عباس ـ فلماذا ترى نفسك بحاجة إلى مرزوق لأن يوصل رسالتك. فهذا الاعتماد على الغير قد يفقدك الاستقلالية. فزمان اليوم ليس زمان الاستقلال المنفصل عن الآخرين، وإنما هو زمان الاستقلال المتعاون مع الغير... والتعاون بين المستقلين قد يتم من خلال جمعية مهمة مثل «جمعية من لا برج لهم».

ولكي أرغبك أكثر في الاشتراك في الجمعية، أخبرك بأنني أوصلت رسالتك إلى مدير الموارد البشرية، وهو بذاته أخبرني بأن عدد المتقدمين كبير جدا، ولكن يمكن التعاون مع عباس من خلال إجراء التحقيقات المتخصصة في المجال الذي يستطيع إنجازه بعد موافقة «التحرير» على ذلك...

بعد ذلك طلب مدير الموارد البشرية هاتف عباس أو بريده الإلكتروني فرفضت وقلت له: إن عباس شخص مستقل ويرفض أن يكون عضوا في جمعية يتعاون فيها مع من يشاركونه الرأي في أداء مهمته، وعليه أن يقوم بالاتصال بنفسه، ولن أتوسط له، لأنني لا أؤمن بالواسطة ولأن عباس لا يريد الانضمام إلى «جمعية من لا برج لهم»