لسوء حظ مرزوق تعطلت سيارته يوم السبت الماضي وخاف انه لن يستطيع حضور ندوة نادي العروبة، فاتصل بأحد الاعضاء المؤسسين لجمعية من لا برج لهم وطلب منه ان يمر عليه لكي يذهبا معا...
غير ان صديق مرزوق تأخر عن الموعد، وبدأت الندوة ومرزوق مازال في منزله... وبينما هو حائر في امره لعبت الافكار في رأسه...
فهل يا ترى تم اعتقاله لانه سيحضر ندوة سياسية؟ هذا السؤال اجاب عليه بسرعة بأنه غير ممكن في ظروفنا الحالية؛ لان البحرين تجاوزت قانون أمن الدولة ولم يعد «التدخل» في السياسة من المحرمات، وحتى عندما قال احد المسئولين انه ممنوع «الاشتغال» بالسياسة فإن عظمة الملك الغى ذلك المنع أخيرا، وحتى لو كان «الاشتغال» ممنوعا فالاعتقال غير وارد. والذين كانوا يعتقلون المواطنين ويؤذونهم ويسرقون اموالهم ويهددونهم الآن اما مطاردون خارج البلاد، أو انهم خائفون من اللحاق بعقيدهم الهارب. وعلى هذا الاساس ابعد فكرة اعتقال صاحبه.
الا انه انتبه الى موضوع حوادث السير الخطيرة... وأن مخالفات السرعة ازدادت هذا العام بنسبة 48 في المئة، وأن عدم احترام الاشارات الحمراء ازداد بنسبة 100 في المئة، وأن عدد الذين يسوقون السيارات وهم يتحدثون على الهاتف النقال ازداد بنسبة 500 في المئة، وأن عدد صغار السن الذين يسوقون السيارات من دون رخصة في ازدياد مستمر، وأن ادارة الاشغال تنتظر الاوامر لتعديل الطرق واضافة اشارات ضوئية أو دوارات، وأن هناك دورة عمل سلحفائية... وان ادارة المرور مشغولة في جمع اموال المخالفات المتزايدة ومشغولة في اسقاط المخالفات عن الاشخاص الذين يعتبرون انفسهم فوق القانون وأنه لا يوجد احد يستطيع معاقبتهم على اي شيء عملوه (لانهم فوق المحاسبة وفوق المسئول)...
تصاعدت حدة الافكار لديه... فهل يعقل ان تعرض صاحبه لحادث مرور وقُتل، وهل ان حوادث المرور تصيب فقط من «لا برج لهم»!؟ وهذا السؤال استوقفه قليلا، فالذين يستخدمون السيارات والشوارع هم الناس كلهم ومن الانواع كلها، وليس من المعقول أن يستمر الوضع على ما هو عليه لانه يؤثر علينا جميعا. فالسيارة التي تصدم أو
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 17 - الأحد 22 سبتمبر 2002م الموافق 15 رجب 1423هـ