مرزوق فرحان جدَّا، لأن من بين أعضاء جمعيته حملة دكتوراه وماجستير وبكالوريوس يبحثون عن عمل من زمن طويل ولكن «لا حظّ لهم» في بلادهم، ولذلك اتصل بعضهم به طالبا الانضمام إلى جمعيته.
واكتشف مرزوق أن بإمكانه ليس فقط الإدعاء بأن غالبية شعب البحرين هم من أنصاره وإنما أيضا جمعيته لديها أحسن الخبرات المستحصلة من الجامعات العالمية وان أصحاب الخبرات أصبحوا الآن أعضاء في جمعيته يساعدونه في أنشطته التطوعية.
فقد اكتشف مرزوق ان من بين هؤلاء الذين «لا حظّ لهم» من يستطيع تدشين أفضل موقع الكتروني، وهناك من يستطيع أن يشغل منصب علاقات عامة، وهناك من يستطيع أن يتحدث باسم المثقفين وآخر باسم المهندسين، وآخرون في مختلف التخصصات، وجميع هؤلاء أيضا لديهم خبرات حياتية طويلة تساعدهم على ادارة أصعب المهمات المطلوبة من جمعية من لا برج لهم.
اجتمع بعدد من «العاطلين خمسة نجوم» ودار معهم حوار مفتوح حول أفضل السبل لتطوير برامج جمعية من لا برج لهم... أحدهم طرح برنامجا تدريبيا لجميع أعضاء وأنصار من لا برج لهم يعلمهم كيف يتحملون الإهانات وكيف يقاومون اليأس والإحباط عندما يحاولون الحصول على عمل في بلادهم، آخر طرح كيف يمكن كتابة النبذة الشخصية التي يرسلها إلى أصحاب الأعمال، واقترح ان يتم حذف الاسم لكي لا يواجه تمييزا من الأشخاص الذين سيرمون بأوراقه في القمامة حال تسلمهم رسالته وقراءتهم اسمه.
آخر اقترح ان يتم تأسيس مؤسسة تابعة إلى جمعية من لا برج لهم، وتقوم هذه الشركة بجمع التبرعات من بعض المحسنين ودفعها كمعاشات مناسبة (على الأقل 200 دينار للفرد غير المتزوج) على ان يقوم هذا الفرد بمنافسة عمال «الفري فيزا» في أعمالهم إلى الدرجة التي «يمللهم» فيها ويجعلهم يقررون الرجوع إلى بلادهم.
اعترض بعضهم على هذا الاقتراح، لأن الذين يستوردون «الفري فيزا» سيفقدون مدخولهم المجاني وبالتالي قد يصبحون «لا حظّ لهم» وقد يدفعهم هذا إلى التقدم إلى عضوية «من لا برج لهم» وهذا أمر لا يحتمله، وهو غير مستعد لأن يجلس ولا ثانية واحدة مع من فقد ضميره إلى درجة استجلاب أناس فقراء من بلدان فقيرة واستخدامهم للتضييق على ابناء البلاد في مقابل ان يعيش هو في الرفاهية المجانية...
شخص آخر لم يمانع من قبول مستوردي «الفري فيزا» بعد خروج الأيدي الرخيصة من البلاد معتبرا ان المرحلة الإصلاحية الحالية تتطلب أن نتسامح مع بعضنا بعضا وأن نبدأ بقبول الرأي الآخر وألا نحاسب المرء على ما مضى إذا تاب...
آخر قال إنه مستعد لأن يغفر لهؤلاء فيما لو تبرعوا بجميع أرباحهم لشهر واحد من كل سنة حصلوا فيها على أموالهم المجانية بسبب استيرادهم «الفري فيزا»، وان هذه الأموال يمكن استخدامها لدفع المعاشات (200 دينار للشخص الواحد) في البرنامج المقترح تدشينه.
شخص آخر كان ساكتا طوال الوقت، وعندما استمع لما ذكر أعلاه، استسمح الحضور لينصرف قائلا: «يبدو انكم من طوّل الوقت عليكم في البحث عن عمل ازدادت أفكاركم التي لن تزيدكم إلا مزيدا من سوء الحظ واللي فيني كافيني»
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 16 - السبت 21 سبتمبر 2002م الموافق 14 رجب 1423هـ