مرزوق فرح كثيرا عندما علم ان ندوة نادي العروبة ستنعقد يوم السبت القادم وأن «اللخبطة» قد انتهت. وبدأ يفكر كيف يستفيد من الحشد للدعوة إلى جمعيته والحصول على اعضاء يؤهلونه إلى ان يدعي بأن جمعيته اكبر جمعية وطنية في البحرين.
امسك قلمه وبدأ يكتب افكاره لكي يعرضها لاحقا على بعض انصاره، وذلك قبل ان يخرج على الناس وينطق بها... وجد مرزوق ان اهداف جمعيته لا تختص بفئة اجتماعية بحرينية دون غيرها، فهو يدافع عن كل الذين لا برج ولا حظ لهم، وهؤلاء موجودون في كل التقسيمات المذهبية والقبلية والاثنية في المجتمع البحريني، ولكن لا توجد جمعية تمثلهم ولا توجد جمعية تهتم بهم. فباستطاعة مرزوق ان يذهب إلى جو وعسكر والزلاق والمالكية ودار كليب والهملة والجسرة والبديع والدراز وكرانة وجدحفص وطشان والمنامة والمحرق والحد وسترة والعكر ومدينة عيسى ومدينة حمد... باستطاعته ان يذهب الى جميع هذه المناطق وغيرها من دون شعور بالحرج لأنه لا ينتمي إلى طائفة معينة او انه لا ينتمي إلى قبيلة معينة او انه ليس من هذا العرق او ذاك. فالذين لم يحالفهم الحظ كثيرون واسباب انعدام حظوظهم كثيرة، بعضها شخصي (داخلي) وبعضها اجتماعي (مفروض على الانسان من خارج نفسه).
مرزوق غير معني بالذين لا حظ لهم لأسباب شخصية، فهؤلاء ليس لهم إلا انفسهم ولن يستطيع احد - سوى الله - مساعدتهم. ولكنه معني بالذين لا حظ لهم لأسباب خارجة عنهم. فهناك من لا حظ له لأنه «طالب» او لأنها «امرأة» او لأنه من هذه «الطائفة» او لأنه من ذلك «العرق» او لأن لونه مختلف او لأنه من تلك القرية/ المنطقة، او لأنه ابن تلك العائلة.والسبب المشترك بينهم هو أنهم مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات إلا انهم لا يحصلون على حقوقهم... والظروف، والزمن، والثقافة السائدة، والاجراءات الحكومية، ومتطلبات المعيشة، وغيرها من العوامل تضافرت ضدهم وسلبتهم «حظهم» من العيش كمواطنين كاملي الحقوق والكرامة الانسانية.
يستطيع مرزوق ان يوسع اكثر في مواصفات الاعضاء الذين سيحاول دعوتهم إلى الالتحاق بجمعيته، ولكن تفكيره توقف بعد ان تصور العدد الكبير الذي يمكن اقناعه بالانضمام إلى جمعيته... فماذا سيفعل بهذه الاعداد الهائلة التي ستنهال عليه من كل حدب وصوب، وهل سيستطيع الخروج بنتيجة عملية بعد تجميع هذه الاعداد الكبيرة، ام ستكون هذه الاعداد الكبيرة عبئا عليه تشله وتشل قراره وتفكيره ولا يستطيع بعدها خدمتها لأن الشيء اذا زاد عن حده انقلب ضده؟!!... بعد هذا التفكير والمعاناة قرر مرزوق ان يذهب إلى نادي العروبة مستمعا ولا يتحدث بأي شيء لعله يجد جوابا على اسئلته
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 14 - الخميس 19 سبتمبر 2002م الموافق 12 رجب 1423هـ