مرزوق كان يتابع الإعلان الذي نشرته الصحف عن الندوة التي كانت ستعقد بنادي العروبة بين أربع جمعيات سياسية، اثنتين من المقاطعين، واثنتين من المؤيدين للدخول... وكان يأمل لو ان منظمي الندوة اعترفوا بوجود جمعية من لا برج لهم ودعوه للتعبير عن رأي شريحة واسعة من المجتمع، ربما هي الأوسع لو تمكنت إحدى الشركات المتخصصة اجراء استقصاء للآراء بصورة علمية «دقيقة»...

ثم وبعد ذلك لاحظ ان الندوة تغيّرت من حوار بين طرفين، أحدهما مؤيد وآخر مقاطع، إلى حوار من طرف واحد: معارض... وهنا ازدادت الحرارة في قلبه، وتمنى لو اتصل به نادي العروبة ودعاه إلى المشاركة في الحوار... فنادي العروبة بالنسبة إلى مرزوق وإلى غيره من المواطنين يعتبر من المؤسسات الثقافية العريقة في البحرين، واحتضان النادي لحوارات متنوعة في الآراء له مكانته عند الناس.

كما ان اجراء حوار مفتوح يتحاور فيه المؤيد والمعارض لقضية ما أصبح من الظواهر الإيجابية الكبرى في البحرين، وكل ذلك بمباركة عظمة الملك، الذي كان ومازال رياديا في مختلف المجالات... وهو الذي بادر بدعوة الجمعيات السياسية قبل عدة أيام وحاورهم بصراحة من دون ان يشعر بانعزال أو عداء بين مختلف الآراء المتضاربة.

فالجميع اصبح حريصا على رعاية المسيرة الاصلاحية وحمايتها من أية عوائق... وحتى المعارضون للدخول في الانتخابات أعلنوا حرصهم الشديد على حماية المسيرة وإبعادها عن أية تشنجات.

وعلى هذا الأساس فإن مرزوق، وبعد أن انتهت حسرته لعدم دعوته إلى المشاركة في إلقاء كلمة باسم جمعية من لا برج لهم، استعد للذهاب إلى الندوة والمشاركة بمداخلة... هذه المداخلة كتبها وبدأ يقرأها عدة مرات لكي «لا يتلخبط» عندما يقف أمام الجمهور الغفير المتوقع حضوره للندوة.

غير ان مرزوق «تلخبط» عندما قرأ في «الوسط» يوم أمس نبأ تأجيل الندوة، فاتصل بهيئة التحرير يسألهم عن السبب...

كان الجواب هو: يبدو ان البعض «تلخبطت» لديه التوقعات واعتقد ان الوضع «سيتلخبط» لو سمح لبعض المنتدين والحاضرين ان يتحدثوا بأسلوب ربما «يلخبط» الوضع الذي لا يتحمل «لخبطة»... ولمنع تلك «اللخبطة» المتوقعة، سارع وأحدث «لخبطة» أخرى... إذ استعان بقانون صادر في الأيام الكالحة (أيام قانون أمن الدولة) وقال إن النادي ليس لديه الرخصة التي يطلبها القانون! غير ان المصدر الرسمي سمح بالندوة بعد يوم من التأجيل.

مرزوق «تلخبط» اكثر من ذي قبل وتمنى انتهاء اللخبطات في يوم من الايام