مرزوق قرأ خبر وصول 200 مدرس (عفوا فقط 146 حسب التصريح الوزاري) من الأردن للعمل في البحرين وشعر بالفرح من جانب وبالحزن من جانب آخر.
شعر بالفرح لأن هناك مئات البحرينيين (من الرجال والنساء) المؤهلين للتدريس ولكنهم «بدون حظ» لأنهم لا يستطيعون العمل في بلادهم، بينما يستطيع آخرون من خارج البحرين الحصول على وظائفهم بكلفة أعلى للدولة.
وتكاثر الذين «بدون حظ» يسعد مرزوق لأن عدد اعضاء «من لا برج لهم» يزداد مع الأيام، وبالتالي فإن مرزوق قد يصبح اهم شخصية سياسية تمثل اكبر شريحة من مجتمع البحرين.
من جانب آخر يشعر مرزوق بالحزن كلما ازداد عدد الذين «لا حظ لهم» في بلادهم، فهو انسان شريف ومواطن يسعى لخير البلاد ولا يتمنى الشر لأحد، ولذلك فهو ما بين الفرح والحزن تعتصره الأفكار، ويكاد يستسلم لليأس والإحباط ويكاد يتجه الى ما يسميه الآخرون بـ «التطرف»... فبعض الأحيان تأتيه فكرة اقامة مؤتمر وطني يدعو اليه كل الذين لا حظ لهم، ولكنه يحتار... هل يستأجر قاعة النادي الأهلي أم قاعة جمعية المهندسين؟ وهل سيسمح له النادي الأهلي بإقامة مؤتمر ضخم لمن لا حظ لهم؟ اذ ان هناك من يخشى سوء الطالع وان السماح لمن لا حظ لهم بملء مدرجات النادي بالآلاف قد يعطي انطباعا بأن النادي «لا حظ له»، او انه قد ينشر وباء سوء الحظ للآخرين.
مرة اخرى يفكر ان يكتب عريضة ويطلب من كل من لا حظّ لهم التوقيع عليها وثم توزع هذه الوثيقة في كل مكان كنوع من المواساة والمساواة بين آلاف من تعساء الحظ، فالبلية «اذا عمّت طابت». غير ان كل هذه الأفكار تتضارب مع أفكار اخرى تطالب بتقليل عدد من لا حظ ولا برج لهم... فهو يريد تأسيس جمعيته لإصلاح الأوضاع وليس لبث الهم والغم بين الناس... وتمنى مرزوق لو ان من يعنيهم الأمر يساعدونه على ازالة الهموم والغموم... وفكر في ان يقدم نصيحة اخوية إلى الذين يعنيهم الأمر، ومفاد هذه النصيحة هي ان العدل اكثر سعادة لهم وان مصالحهم لن تتضرر لو ساعدوا في توظيف المواطنين، سواء كانوا من حملة الشهادات ام من الذين لم يكن لهم حظ في شهادة... فابن الوطن سيكون مصدرا لسعادة من يهمهم الامر ولن يكلفوه كثيرا بعكس الحسابات غير العقلانية التي تقول لهم غير ذلك.
تمنى مرزوق لو ان نصيحته تجد لها اذنا صاغية وتمنى لو ان من يهمه الأمر يتسع صدره لشيء من الرحمة بأبناء وطنه فيفسح لهم المجال كما فسح الله له المجال... فالخير يزيد من الخير ولا ينقص منه شيئا
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 12 - الثلثاء 17 سبتمبر 2002م الموافق 10 رجب 1423هـ