العدد 10 - الأحد 15 سبتمبر 2002م الموافق 08 رجب 1423هـ

جمعية من لا برج لهم (تحت التأسيس)

حظك يا مرزوق comments [at] alwasatnews.com

جمعية من لا برج لهم
أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين

تستلم مرزوق رسائل كثيرة من المواطنين، بعضهم يدفعه إلى الاتجاه يمنة وآخرون يدفعونه إلى اليسار، بينما أيدت الأكثرية خطة عمله.

إلا أن رسالة واحدة استوقفته كثيرا... هذه الرسالة بعثها أحد المواطنين الذين يشعرون بالقلق ليل نهار «بحسب تعبيره»... يقول المواطن الآتي:

«إنني كنت موظفا في احدى المؤسسات، وكنت في عملي خفيف اليد وشاطرا في الرشوة واللعب على القانون ولكني تجاوزت الحد في أخذ الرشاوى والاختلاسات وفاحت ريحتي في المجتمع واضطروا لمحاسبتي وتم التحقيق معي. وبعد التحقيق معي حُوّلت اوراقي إلى القانون ولكني قلت للقاضي 'عليّ وعلى اعدائي'. وعلى اساس ذلك تم اغلاق الملف 'لعدم الحرج'. وخيروني بين تبديل مكان عملي أو إحالتي على التقاعد، فاخترت التقاعد لكي اتسلم 90 في المئة من الراتب... وما أريد قوله إن هناك الكثيرين في مثل حالتي...».

الرسالة الصادقة التي تسلمها مرزوق أثرت فيه كثيرا، فكيف «ينعدم حظ» بعض المواطنين ويُستدرج من قبل «الفاسدين» الكبار للقيام بأعمال تؤدي إلى عذاب الضمير... ولو فكر كثير من المتلاعبين في حقيقة ما يعملون لعلموا أنهم ليسوا «محظوظين» بل انهم «تعساء» لأنهم إما ان يقتلوا ضميرهم ويتحولوا إلى طباع غير البشر أو يعيشوا في عذاب مع النفس «اللوامة»...

غير أن المواطن الذي يكون صادقا مع نفسه ويرسل رسالة يعبر فيها عن الخطأ الذي ارتكبه في حياته إنما هو إنسان فاضل في أصله وقابل لأن يحوّل طاقاته من أجل اصلاح الماضي... فالله فتح لخلقه باب التوبة، وأفضل وسيلة للتوبة هي خدمة الناس «غير المحظوظين» الذين يتورطون في مثل هذه الأمور ولا يجدون مخرجا منها... ففي صقلية مثلا، وحيث سيطرت المافيا عقودا طويلة، برزت شخصيات هنا وهناك وقادت حملة تطهير ذاتية ثم نظمت حالها وأصبحت مع الايام لا تخاف الفاسدين الكبار الذين بدأوا يدخلون السجون أو يخرجون من الجزيرة...

على أنني أود أن ادعو المواطن، الذي يشعر بالقلق النفسي لما قام به، إلى الانضمام إلى «جمعية من لا برج لهم»، لتأسيس فرع يجمع الذين لم يحالفهم الحظ في ممارسة حياة عادية من دون الدخول في لعبة الفاسدين... وعلينا أن ندعو الآخرين إلى كتابة ما لديهم لكي نستوضح كيف استدرجوا إلى الفساد الاداري، وبالتالي يمكننا التعرف إلى طرق الخلاص

إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"

العدد 10 - الأحد 15 سبتمبر 2002م الموافق 08 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً