مرزوق غير مرتاح من لقاء الملك مع الجمعيات السياسية في 13 سبتمبر/أيلول. فقد كان يفكر في دخول العمل السياسي بأسلوب ملتو، أما الآن فالعمل بصورة علنية من خلال الجمعيات السياسية أصبح ممكنا، ولربما نشاهد قيام الأحزاب السياسية قريبا. وعلى هذا الأساس فمرزوق يفكر في إعادة النظر في جمعيته وفكرة تأسيسها. وهو حائر هل يجمع الأشخاص الذين اعتمدهم للتأسيس أم يباشر الأمر بنفسه، لأنهم وإن حضروا الاجتماع التأسيسي فإنهم غير جادين مئة في المئة، وكانت الصداقة وحب ارضاء مرزوق هما الأساس في حضور اكثرهم. بل أن الأكثرية كانت قد حضرت لأنها ستأكل الطبخ اللذيذ الذي تعده عادة زوجة مرزوق.
سأل مرزوق أحد الذين حضروا الاجتماع مع الملك فعلم أن الحوار كان أكثر مما صرح به الاعلان الرسمي. فالاعلان الرسمي تعوّد الذين يصدرونه على نمط واحد وعقلية لا تقبل بإعطاء الصورة الكاملة. فقد علم مرزوق أن عظمة الملك قال (والعهدة على الراوي): ثقوا بأنه لن يكون هناك اعتقال سياسي... وأن جميع الآراء - المؤيدة والمعارضة - محترمة ولن تتم معاقبة صاحبها على آرائه...
إلا أن مشكلة مرزوق هي انه لم يفكر في آلية متطورة لاتخاذ القرارات مع جماعته، وبسبب ذلك فإن دعوة جماعته إلى الاجتماع لمناقشة أمر ما قد لا تحقق الأمر المرجو منها، وهو إعادة تقييم فكر «جمعية من لا برج لهم». وتمنى لو أن جماعته التي دعاها إلى التأسيس كانت قد اعطته الصلاحية الكاملة لفعل ما يريد لكي لا يحتاج إليها عندما يريد تغيير رأيه.
وهو يفكر في امره، طرق الباب أحد اصدقائه الذين تعودوا زيارته من دون موعد مسبق والذين يعتبرون ان من حقهم الدخول عليه في اي وقت شاءوا (لأنهم اصدقاؤه يا زعم)...
- «ها مرزوق: متى ستسجل لنا هالجمعية حتى اقدر اقول إلى الناس اني 'عضو مؤسس في جمعية من لا برج لهم'»؟
مرزوق: هل تعتقد ان «جمعية من لا برج لهم» فكرة زينة؟
- «ويش صار... ان شاء الله غيرت رأيك... بعدنا ما سجلنا وغيرت رأيك».
مرزوق: لا لا لا... ما غيرت رأيي.
- «ما سمعت ان الحكومة تفكر تعطي أموال تدعم بها الجمعيات لتمويل الحملات الانتخابية؟».
مرزوق: لا والله ما سمعت... واذا كان صدق، دعنا ندعو إلى اجتماع طارئ لكل الاعضاء للنقاش واتخاذ القرار الملائم...
- «أوه... بسك اجتماعات».
... بعد قليل خرج صديق مرزوق من المنزل وتركه حائرا في امره أكثر من ذي قبل
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 9 - السبت 14 سبتمبر 2002م الموافق 07 رجب 1423هـ