مرزوق، ومنذ صدور صحيفة «الوسط»، يشعر أن أيامه المقبلة أفضل مما مضى... فمنذ أن سمع عن «الوسط» أنها ستصدر لتعبر عن كل البحرينيين من دون تمييز، وأنها ستعتمد على الشفافية، وهو يتبرع برفع رايتها. وهيئة تحرير «الوسط» تشعر أنها مدانة لمرزوق وأمثال مرزوق، فمشروع وطني نهضوي بمستوى الطموح الذي وضعته «الوسط» لنفسها لم يكن ليرى النور لولا تضافر الجهود ومساندة الجمهور...
غير أن مرزوق سعيد أيضا بأن يرى كيف أثّر صدور «الوسط» على مستوى الصحافة البحرينية التي سارعت ومنذ إعلان نية الصدور في فتح المجال أمام آراء لم تكن تجد لها الحظ في الخروج إلى القرّاء... وهو سعيد أيضا بمشاهدة كيف أن الصحافي بدأ يمارس مهنته وهو يشعر بالاحترام وأن الخوف بدأ يزول منه لأن فرص التنافس تدفع باتجاه تحسين المهنة... وتمنى أن تكون هذه الإصلاحات في الصحافة ظاهرة دائمة وليست مجرد ردة فعل عابرة.
واهتمام مرزوق بالصحافة لا يقل عن اهتمامه بتأسيس جمعيته، ذلك لأن الاثنين يعتبران من دعائم المجتمعات المنفتحة على الرأي والرأي الآخر.
غير أن مرزوق لاحظ بعض الجزئيات هنا وهناك، وعلى رغم أنها جزئيات فإنها تثير أسئلة لدى القرّاء لم يكونوا قد اعتادوا عليها... من تلك الجزئيات، اعتماد «الوسط» أسلوبا يحاول التوحيد في المصطلحات والرموز ويقلل من الرسميات والألقاب.
وبما أننا نعيش في مجتمع تعوّد كثيرا على رمزية الألقاب وعلى رمزية استخدام بعض العبارات واستخدام مختصرات الصلاة والسلام على الأئمة، أو التوجه إلى الله للرضا عن أصحاب الرسول (ص)، فإن ذلك كله يثير أسئلة كثيرة رغم أنها تجيب على إشكالات معينة.
وفي معرض الاستفسار الجاد عن كل ذلك، كان رد «الوسط»: «نلتزم بكل الأسس الدينية الجامعة بين المذاهب الإسلامية، ولكننا لا نمانع في استخدام أي من المصطلحات والمختصرات الرمزية. والأعداد الأولى المطروحة هي محاولات أولية لصوغ مصطلحات مشتركة تجمع البحرينيين... وهي قابلة للتغيير... فمع الأيام سيجري تعديلها وصولا إلى الهدف الأسمى من إصدار الصحيفة المتمثل في اتباعها لثقافة شاملة للبحرينيين كلهم».
وبسبب حب مرزوق لـ «الوسط» وإيمانه بأهدافها، فقد قرر إعطاءها الفرصة لتحريك بعض القضايا الرمزية على أمل استخدام أفضل ما ينتج عنها أو الرجوع إلى ما هو مستخدم، شريطة عدم المساس بالأسس المعتمدة من مختلف الجوانب
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 7 - الخميس 12 سبتمبر 2002م الموافق 05 رجب 1423هـ