قرأ مرزوق خبرا نشرته صحيفة «الوسط» عن تقدم اثنين من الشباب البحرينيين ليتزوج أحدهما بالآخر، واستغرب كيف تصل الأمور إلى هذا الحد في بلد كالبحرين.
وتساءل هل هذا يدخل ضمن أجواء «الحرية» وهل الحرية تعني الانفلات من كل قيد؛ وإذا كانت كذلك فما الفرق بينها وبين الغابة التي لا يوجد فيها قيد ولا ضوابط؟ ثم كيف يتجرأ اثنان من الشباب بالذهاب إلى وزارة العدل طالبين عقد زواج، إذ كان بامكانهما أن يمارسا المنكر بصورة سرية دون الحاجة للمجاهرة؟ هل كانا مخمورين أم أنهما من أصحاب التعويذات الشياطنية؟ هل سيتجرآن للتقدم بطلب تأسيس جمعية خاصة بهما؟ وهل سيكون هناك من يدافع عنهما بحجة حرية تشكيل الجمعيات والتعبير عن الرأي؟ وهل الحرية تعني التسامح مع مختلف المظاهر المقززة للنفس البشرية؟ وهل يمكن لطبيعة الإنسان أن تتبدل وتقبل ما هو ممقوتٌ ومرفوضٌ شرعا؟
إلاَّ أن مرزوق استغرب أيضا عندما قرأ في صحيفة أخرى تصريحا يكذِّب ما ورد في «الوسط» فاتصل بهيئة تحرير «الوسط» ليسألهم عن صحة ما أوردوه. وجاء الرد بأن الدليل موجود لدى هيئة التحرير وان الخبر الذي ورد في «الوسط» كان صحيحا... وقد طلب إلى «الوسط» ان تكذِّب الخبر بحجة ان ذلك يشوه سمعة البحرين... ولكن هيئة التحرير رفضت ان تكِذب لأن الكذب حرام... ثم ان مصلحة البحرين تكمن في أن يعرف الناس ما يدور حولهم وليس في تغليف الواقع بالمظاهر التجميلية غير الحقيقية...
استمع مرزوق لرد «الوسط» وصدّقه لأنه من المؤيدين لها... فقد تطوع منذ اليوم الاول للدعاية لها من دون مقابل مادي... وحتى عندما طلب إلى «الوسط» نشر دعاية «لجمعية من لا برج لهم» رفضت هيئة التحرير ذلك، لأنها لا تتبنى رأي جمعية محددة سواء كانت سياسية أو غير سياسية.
واستدراكا للموضوع سأل أحد أعضاء هيئة التحرير مرزوق: لماذا لا تدعو اللذين حاول أحدهما الزواج بالآخر إلى الانضمام إلى جمعيتك، فهما ايضا لا حظَّ لهما...
مرزوق: لم يتمالك نفسه فردَّ: «عسى ما يصير لهم حظ إلى يوم القيامة، فنحن شعب مسلم وعليهم الهجرة إلى حي (كاسترو) بمدينة سان فرانسيسكو الاميركية، وهناك يستطيعون أن يؤسسوا لهم جمعية وأنا سأعارضهم إذا سرقوا اسم الجمعية لأنني أخاف ربي وأخاف من الايدز»
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 5 - الثلثاء 10 سبتمبر 2002م الموافق 03 رجب 1423هـ