بينما كان مرزوق يحاور بعض من وافقه على تأسيس جميعة من لا برج لهم، سأله أحدهم «هل تتصور ان وزارة العمل ستوافق على تسجيل الجمعية»؟... مرزوق لم يفكر في هذا الأمر من قبل، ولذلك سارع للقول: لِمَ لا، فلقد وافقوا على جمعيات «القطط» وحماية الحيوان فكيف لا يسمحون بجمعية تدافع عن شريحة من المواطنين الذين يعتقدون بأن لا برج لهم؟
غير أن صاحبه عاود السؤال: ولكن تحت أي تصنيف سيصنفون الجمعية؟ هل سيصنفونها جمعية خيرية او اجتماعية او مهنية او دينية او ماذا؟... مرزوق لم يتردد في جوابه: لا يهم اي تصنيف فكل هذه الجمعيات سياسية وحتى جمعية حقوق الحيوان سياسية، والتصنيف ليس له قيمة! غير ان صاحبه حاول تذكيره: «ألا تتذكر التصريح الرسمي الذي يقول إن الجمعيات ممنوع عليها «الاشتغال» بالسياسة، ولكن يمكنها «الانشغال» بالسياسة!».
مرزوق كان جاهزا بأجوبته «هذا كلام فاضي... فكل بحريني مشتغل بالسياسة من زمان، لأن السياسة كانت ولازالت تتدخل في كل حياته... والوحيدون الذي لم يشتغلوا بالسياسة هم من كان يفترض فيهم الاشتغال بالسياسة... انظر الى الشخص الذي هرب من البحرين الى استراليا... كان من المفروض انه يشتغل بالسياسة، ولكنه كان «منشغل» في ايذاء الناس، وبعد ذلك يهرب بالملايين ولا يستحي يقول إنه كان ايضا منشغلا بالتجارة!
كل بحريني هو سياسي حتى يسمح للاحزاب السياسية بالعمل الحر ومن دون لف ودوران... ويمكن لو انهم يسرعون ويسمحون بالعمل السياسي مثل ما هو موجود في بلدان بني آدم... يمكن يشوفون ان المشتغلين بالسياسة يقلون!
يواصل مرزوق حماسه السياسي ناسيا انعدام حظه: يوم هم ما يبغون احد يشتغل في السياسة ليش يسمحون بانتخابات بلدية وبعد يبغون نشترك في انتخابات نيابية وما يبغونا نشتغل في السياسة... ما اعرف هؤلاء مجانين لو عقال؟
صاحب مرزوق شعر بأنه ضرب على وتر حساس أدى إلى ظهور شخصية لمرزوق كانت مختفية، وهو ان مرزوق يفهم كثيرا على رغم أن شكله قد لا يوحي بذلك، وان مرزوق لربما كان لديه هدف آخر من تسمية جميعته «بجمعية من لا برج لهم» غير ادعائه بعدم معرفته بالبرج... وأن مرزوق يدافع عن حقه في التعبير عن نفسه... وانه مادام المجال غير مفتوح امامه للاشتغال بالسياسة بصورة صحيحة، فلا ضرر ان يدخل عالم السياسة بأي اسلوب كان، ومادامت جميعات القطط والحيوانات يتم تسجيلها واعتمادها بالطريقة نفسها التي يتم بها تسجيل الجمعيات السياسية، فما الفائدة اساسا من اختيار اسم مهم وكبير وخصوصا ان الموقف الرسمي لا يعترف بدورها السياسي على الساحة الوطنية
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 2 - السبت 07 سبتمبر 2002م الموافق 29 جمادى الآخرة 1423هـ