العدد 2221 - السبت 04 أكتوبر 2008م الموافق 03 شوال 1429هـ

الكوثر للأيتام... وتوحيد جهود الجهات المعنية بالرعاية

اليتيم في لقاء جمع بين المعنيين برعاية الأيتام في جمعية الكوثر للرعاية الاجتماعية (رعاية اليتيم) وأحد المهتمين بهذا الشأن، وكان الأخير يطرح رؤيته التي بناها على أسس منطقية وواقعية وإنسانية، وهو على دراية واسعة بما تقدمه الكوثر للأيتام ومشارك نشط في مختلف فعالياتها، من المعروف عن الكوثر التي أسست قبل خمس سنوات تقريبا لرعاية الأيتام صحيا واجتماعيا وتعليميا ومعنويا، أنها تعمل جاهدة لتوفير رعاية شاملة لليتيم كما هو في أدبياتها، ومن خلال هذه الرعاية قامت بتنظيم برامج وفعاليات صحية وثقافية وتعليمية واجتماعية وتربوية وترفيهية لليتيم طوال السنوات الماضية.

فقد قطع شوطا طويلا في مختلف المجالات والاتجاهات التي ذكرناها آنفا، فاللجنة الصحية برئاسة نادر ديواني تمكنت حتى الآن من إجراء فحوصات شاملة لمجموعة كبيرة من الأيتام، وتمكنت في الفترة الماضية من اكتشاف الكثير من الأمراض عند بعض الأيتام، وتم تحويلها على المستشفيات والعيادات الخاصة لعلاجها، ولهذا من حق الجمعية أن تفخر بالعدد الكبير من الأطباء والاستشاريين الذين لم يترددوا يوما في تلبية دعوة الجمعية إليهم في اليوم الذي تقرره لإجراء فحوصات طبية للأيتام، واللافت أنهم يقومون بهذا الأمر في أيام إجازاتهم الرسمية، والشيء الذي شاهدناه مرارا وتكرارا أنهم يقدمون خدماتهم للأيتام وهم في غاية السرور، وتجدهم وهم يقومون بهذا العمل الإنساني يتمتعون بمعنويات عالية قل نظيرها، والبسمة لا تفارق ثغورهم، وكثير من أمهات الأيتام وأسرهم الذين نلتقي معهم في الأيام التي يجرى فيها الفحص الطبي لأيتامهم، أبدوا إعجابهم بنفسيات الأطباء الراقية التي تدل على سمو إنسانيتهم.

وإذا ما حاولنا الحديث عن اللجنة الاجتماعية التي ترأسها وداد القصاب، سنجد أنفسنا أمام مجموعة من الأمهات الحنونات اللاتي يعملن بكل ما تملكن من جهد وطاقة في سبيل إسعاد اليتيم وترفيهه، في الفترة الأخيرة وبالتحديد في هذا الشهر الكريم قامت بتنظيم فعاليتين كبيرتين، الأولى دعت اليتيمات في ليلة إلى مركز الكوثر الكائن في منطقة سار للمشاركة في ليلة الحناء، وقد كان حضور اليتيمات في تلك الليلة كبيرا يفوق التصور، والثانية قامت بتنظيم يوم لتوزيع كسوة العيد على الأيتام من مختلف مدن وقرى المملكة بالتعاون مع الصناديق الخيرية، وتمكنت اللجنة من كسوة أكثر من 580 يتيما من يقل أعمارهم عن 18 عاما، وقدر المبلغ المخصص لهذا المشروع الكبير 17500 دينار.

بطبيعة الحال هذا المشروع ليس هينا، إذ يحتاج الإعداد إليه عدة أيام متواصلة ومن دون ملل ولا كلل، ولا ننسى أن تلك الفاضلات اللاتي تحملن القيام بهذا المشروع الكبير من العاملات والموظفات، فهن يقمن بهذا الجهد بعد الانتهاء من أعمالهن الرسمية، ولهذا من حق رئيسة اللجنة أن تتحدث عن تفاني أعضاء لجنتها في كل المحافل التي تتواجد فيها.

وأما الحديث عن لجنة الرعاية التعليمية قد يطول في جوانبه الكثيرة، لم نقل أكثر ما قاله الأيتام للمشرفات الرعائيات اللاتي يقمن بجهود كبيرة ويبذلن كل ما متاح لهن في سبيل رفع مستوى اليتيم في الجانبين التعليمي والتربوي بأساليب سلسة، فلهذا عبر الأيتام عن اعتزازهم بتلك المشرفات الرعائيات الكريمات اللاتي أغدقن عليهم بالحنان والمحبة، وطالما سمعنا الجمعية تتحدث عنهن بكل خير، ويقولون عنهن الشيء الكثير من كلمات الإطراء، ولأن الرجل مطلع على كل ما تقدمه الكوثر أراد أن يعطي رؤية مفصلة بشأن مسألة توحيد جهود الجهات المعنية بهذا الشأن من صناديق خيرية ومؤسسات أخرى، وأن تقوم الكوثر وبالتعاون مع مختلف المؤسسات الخيرية للتنسيق بينها لتقديم خدمات أفضل للأيتام في مختلف الاتجاهات الإنسانية والثقافية والتعليمية والاجتماعية والمادية والترفيهية والمعنوية والنفسية والصحية، لأن في وجهة نظره أن الوضع الحالي قد يضيع الكثير من الفرص على اليتيم على رغم حجم ما يبذل عليه من أموال وجهود، وتحدث أيضا عن الجانب النفسي لليتيم في حال تردد أكثر من جهة على بيته لدراسة حالته، وقال إن هذا يؤثر سلبا على نفسيته ما لا شك فيه، بعكس من ذلك لو كانت جهة واحدة هي التي ترعاه وتلبي له احتياجاته النفسية والصحية والتعليمية، ورأى أن الجمعية بإمكانها القيام بهذا الدور، وأن الأطراف المعنية بهذا الأمر لن تتردد في دعم هذا المشروع مادام يصب أولا وأخيرا لصالح اليتيم، ما أردنا قوله إننا وكل العارفين بشئون الأيتام لا يختلفون مع الرجل في كل كلمة قالها، من الطبيعي جدا أن الجهود إذا ما توحد ستعطي نتاجا أحسن بكل المقاييس الإنسانية والمنطقية.

أملنا أن نرى ذلك اليوم الذي تتكاتف كل المؤسسات المعنية لتقديم برنامج متكامل لليتيم، وحسب معرفتنا بالمؤسسات الخيرية والتطوعية الأخرى والقائمين عليها يحملون التوجه نفسه، لن يكون الأمر متعسرا إذا ما طرح عليهم وتمت مناقشته بالتفصيل، ما لا شك فيه أن إيجابيات التنسيق وتوحيد الجهود كثيرة على مختلف المستويات، نأمل أن ترى هذه الأفكار النور في أقرب وقت ممكن، لأن التسويف في مثل هذا الأمور يجعلهم لا يقدمون لليتيم ما يطمح إليه، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق القائمين على رعاية الأيتام وأن يسدد خطاهم ويحفظهم من كل سوء.

سلمان سالم

العدد 2221 - السبت 04 أكتوبر 2008م الموافق 03 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً