6 أيام تفصلنا عن المباراة النهائية لكأس ولي العهد لكرة القدم التي ستجمع الغريمين التقليدي المحرق والأهلي، ولا نسمع أو نرى شيئا عن الإعداد التنظيمي والترتيبات لهذه المباراة سوى معرفتنا بهوية فارسي النهائي.
هل يعقل أن نتعامل مع نهائي واحدة من أكبر بطولاتنا الكروية بهذه الطريقة الجافة والعادية جدا، وكأنها مباراة نهائية سيلتقي فيها فريقان ويتم بعدها التتويج بالكأس والميداليات من دون أن نطمح أو نسعى أو حتى نفكر في إخراج المباراة بطريقة مشرفة ومتميزة.
من المؤكد أن مسئولية إخراج (النهائي المتميز) لا تقتصر على اتحاد الكرة فحسب، وان كان هو صاحب الدور الأكبر، بل تمتد إلى عدة جهات معنية سواء بالتوجه أو الدعم مثل ديوان سمو ولي العهد والمؤسسة العامة للشباب والرياضة وشركة أكسيم الراعية لمسابقات اتحاد الكرة، إذ يفترض أن يكون هناك تنسيق مسبق بين هذه الجهات والتعاون مع جهات أخرى مساندة مثل وسائل الإعلام المحلية المختلفة من أجل صناعة أجواء حقيقية للنهائي تنظيميا وإعلاميا وجماهيريا.
ويجب على اتحاد الكرة المعني بتنظيم وإنجاح مسابقاته عدم الاعتماد على جهود الجهات الأخرى، والقول إن للمحرق والأهلي شعبيتهما الجماهيرية في البحرين، وبالتالي لا توجد حاجة لتحفيز الجماهير؛ لأن ذلك خطأ كبير فالمباراة يجب ألا تختص بجماهير الناديين، وهنا يأتي أيضا دور الشركة الراعية وضرورة التواصل مع وسائل الإعلام المحلية: تلفزيون وإذاعة وصحافة لتهيئة الأجواء المناسبة للنهائي.
لن نذهب بعيدا في المقارنة مع ما يحدث في نهائيات البطولات الخليجية لكي لا يقال إن مقارنتنا ظالمة وغير واقعية بسبب اسطوانة الإمكانات والدعم، بل سنضرب مثالا محليا وقريبا في نهائي بطولة سمو الشيخ ناصر بن حمد الرمضانية الثانية لكرة القدم الأسبوع الماضي، إذ كيف تم حشد هذا الحضور الجماهيري الذي يعتبر كبيرا لحضور مباراة بين فريقين تم تشكيلهما للدورة الرمضانية وهو حضور متنوع الشرائح.
ومن وجهة نظري ان هذا التحشيد الجماهيري كان نتاح الاهتمام وجدية العمل التي خلقت أجواء تحفيزية لحضور المباراة النهائية قبل أكثر من أسبوع من موعدها عبر الإعلانات الترويجية في الشوارع العامة ووسائل الإعلام والإعلان عن جوائز مالية قدرها 60 ألف دينار وسيارة للجماهير. فهل يا ترى كل تلك الأمور صعبة أو مستحيلة على الجهات المعنية بكأس ولي العهد توفيرها لإنجاح العرس الذي يتكرر في العام مرة واحدة؟!
إن الاهتمام والرغبة والعمل الجاد عوامل مهمة في إخراج أي نهائي بصورة متميزة، وعكس ذلك فإننا لن نخرج عن النهائي التقليدي (مباراة وتتويج)، وعزاؤنا الوحيد هو الإثارة التي سيولدها وجود الغريمين المحرق والأهلي
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2221 - السبت 04 أكتوبر 2008م الموافق 03 شوال 1429هـ