ثلاث سنوات أو أكثر على إقحام التجنيس في رياضتنا، أليس من الأجدر أن يوضع هذا التوجه تحت المجهر من أجل التقييم ومن أجل بحث الإيجابيات والسلبيات؟ وبعد ذلك التفكير في المواصلة فيه أو التراجع عنه إلى الطريق الصواب وإلى الطريق الذي يعزز مكانة المواطن الرياضي، ولذلك يجب أن نسأل السؤال أعلاه، ماذا استفدنا من التجنيس؟
أجيب من قناعتي الشخصية، أن التجنيس الرياضي أساء إلى اسم المملكة أكثر مما أنجز لها، لما تحققت الميدالية الذهبية في أولمبياد بكين انفرجت الأسارير عند الحزب المؤيد، ولما انكشف المستور تخفى هؤلاء خلف الحائط، ولما راح ذلك العداء إلى «إسرائيل» وشارك باسم البحرين هناك لم يحركوا ساكنا وظلوا يتفرجون حتى تهدأ الضجة، ولما انتقدت الصحافة الكينية المملكة على سياسة التجنيس (سياسة الإتجار بالبشر) وقفوا يتفرجون أيضا، الحديث في هذا الجانب ذو شجون والكل يتذكر هذه المواقف المخيبة وأكثر.
الأسماء التي لمعت في كرة القدم البحرينية بعد أن كانت أسماء تحت التراب لا يعرفها أحد، ما إن جاءتها العروض المغرية من هنا وهناك، ماذا فعلت؟ تركت الحبل على الغارب وراحت تبحث عن الأموال بعد أن شبعت من الأموال التي دفعت لها في البحرين أو بالأحرى لم يعد يكفيها ما يقدم لها هنا، معظمها ذهب يبحث عن الأموال مستغلة بنودا في العقود الموقعة معهم، هذه الأسماء ماذا قدمت؟ أو بالأحرى ماذا سيكون الوضع من دونها؟ المنتخب حقق الفوز على أوزبكستان والمحرق حقق الرباعية التاريخية!
المواطن الرياضي في البحرين بحاجة إلى مزيد من الثقة من أجل أن يصل إلى مرحلة الإبداع من مرحلة اللاشيء، أكثر من 90 في المئة من الأندية تعاني من شح في الموازنة وتعاني من تواضع في المنشآت، الأموال التي تصرف في ملف التجنيس لو تعطى لهذه الأندية لكان أفضل، الاستثمار في المواطن دائما ما يكون مربحا وناجحا وليس فيه الخسارة، الرياضة في البد بحاجة إلى العدل والمساواة ما بين كل الرياضات أيضا، إذا تحقق ذلك، صدقوني ستكون الرياضة البحرينية بخير وستصل إلى العالمية في المستقبل لأن من سيدافع عنها سيدافع عنها بقصد الغيرة والولاء لترابه وليس من أجل المال.
في المحرق خاصية لا يمتلكها من ينافسه في البلد وهي القتالية وعدم اليأس المعروف بـ(روح المحرق)، هذه الخاصية لا يمتلكها أي فريق، كثر هم الأندية على مستوى العالم من لا تمتلك مثل هذه الروح. وفي هذا الموسم أثبتت روح أبناء المحرق بأن هذا الصرح التاريخي لا يمكن أن يتأثر بغياب لاعب مهم وأثبتت بأن هذا النادي ليس بحاجة إلى التجنيس ليحقق البطولات، أثبت أحمد جاسم وعبدالله أمان وفهد شويطر وفهد الحردان بأنهم لا يقلون شأنا عمّن أقحم في النادي خلال المواسم القليلة الماضية، أولئك ذهبوا، ولما أعطوا شباب المحرق الفرصة أثبتوا جدارتهم وبرباعية تاريخية.
أعتقد بأن الجماهير المحرقاوية ترى في بطولات هذا الموسم الأربع حلاوة مختلفة، ليس لأن الفريق لم يحقق البطولات منذ فترة طويلة بل لأن البطولات تحققت بسواعد وطنية مخلصة من المدرب إلى اللاعبين عدا طبعا المحترفين البرازيلي ريكو والمغربي أبرارو، ولمست شخصيا ذلك من خلال متابعتي لما يكتب في المنتديات الرياضية خلال الفترة ما بين نهائي كأس الملك وكأس ولي العهد. في النهاية إن ما حدث في هذا الموسم داخل القلعة الحمراء هو درس وعبرة وأتمنى أن يعتبرون (...)!
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2513 - الخميس 23 يوليو 2009م الموافق 30 رجب 1430هـ
مثل يُقال
المثل يقول " حلات الرقعة منها وفيها "