الآلاف الذين تدفقوا إلى حفلة عمرو دياب مساء يوم الجمعة الماضي كانوا على موعد مع فنان عريق في فنه، صنع نجوميته وصقلها طوال سنوات طويلة كان فيها يصعد سلما طويلا، تتقاذفه فيه الألسن والشائعات، ورغم ذلك ظل مواظبا على رتابة خطواته المتجهة نحو القمة على الدوام.
عمرو دياب حينما تعود لترى سيرته، تجدها أمرا متميزا بين باقي الفنانين، إذ إن بداياته الفنية كانت في النصف الثاني من الثمانينيات، وظل طوال هذه الفترة، التي تصل إلى يومنا هذا، يتجدد ويتماشى مع الألوان الغنائية والفنية كافة التي تظهر للساعة، بل إنه كان يخلق التغييرات بنفسه من خلال هذا التجدد، فيصنع «اللوكات» الجديدة في الملبس وقصات الشعر التي يأخذ بها المعجبون في كل مكان، وتصبح الموجة الأكثر رواجا في حينها.
الجديد الذي لمسناه في حفله، هو ذلك التواضع الشديد الذي أبداه، إذ حال صعوده وأدائه لفقرته الغنائية الأولى، وقف بكل حب وحيا جمهوره ومنظمي الحفل، وتوجه للجميع بالاعتذار الذي كان نتاجا عن تأخر وصول طائرته، وذلك كله زاد في تعلق الجماهير به، وانتعاشهم مع ما قدمه من فقرات لاحقة.
لم يكن حضور حفل عمرو دياب في تلك الليلة أمرا مستغربا، ولا التفاعل الذي كان من الجمهور مع الأغاني التي قدمها، فهذه هي الروح التي كانت تنتقل مع هذا الفنان أينما حل وقدم حفلا، ولا بد أن هذه الزيارة، التي تعد الأولى له للبحرين قد جعلت من الجميع في سعي لكي يكون لهم مكان في صفوف المرحبين بعمرو في البحرين.
الجديد كان في تلك الرحابة التي كان ذلك الفنان يستقبل بها جماهيره ومعجبيه، إذ إن فنانا في حجم عمرو وشهرته، كان أجدر من صغار وجدد الفنانين الذين يتعالون على جماهيرهم ويصنعون الحواجز التي تحد بينهم وبين مريدي التصوير أو المصافحة، وهو ما خالفه دياب حينما كان يمد يده للجميع، ويقف للجميع بترحيب لالتقاط الصور
إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"العدد 2221 - السبت 04 أكتوبر 2008م الموافق 03 شوال 1429هـ