العدد 2221 - السبت 04 أكتوبر 2008م الموافق 03 شوال 1429هـ

مسرحية عراقية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

شيء جميل أن نقرأ خبرا مفرحا عن العراق، وكيف أنه - بحسب وكالة الأنباء الفرنسية - وللمرة الأولى منذ عقود عدة، عرضت مسرحية «جيب الملك جيبه» التي وجهت انتقادات لاذعة إلى الفساد والسياسيين و»مبدأ المحاصصة» في العراق، كما أنها المرة الأولى التي يقدم فيها عرض مسائي منذ حرب العام 2003، إذ اكتظت صالة المسرح الوطني التابع لوزارة الثقافة بأكثر من ألف شخص مساء الخميس، ما اضطر المسئولين إلى وضع مقاعد بلاستيكية في الممرات وفتح الطابق الرئاسي، لكن هذا لم يكن كافيا، ما دفع المشاهدين الذين لم يجدوا مكانا إلى الجلوس أرضا.

وقالت الوكالة إنه على رغم التفجير الذي سبق موعد العرض الأول للمسرحية (الثلثاء الماضي) وإغلاق قوات الشرطة المنافذ المؤدية إلى المكان، حضر المئات في حينها سيرا.

وتستوحي المسرحية اسمها من «هوسة» (هتاف شعبي)، «جيب الكاس جيبه» التي ذاع صيتها بعد فوز العراق بلقب كأس آسيا لكرة القدم صيف العام الماضي، لكن المواطنين يستخدمون هذه العبارات بأسلوب تهكمي للتعبير عن معاناتهم اليومية ومصاعبهم.

وتتحدث المسرحية عن حاكم يسعى لإيهام الناس برعايته لهم، لكنه يتطلع إلى إشباع رغباته والاهتمام بالمصالح الشخصية في مقابل إلحاق الاذى بمن يعيشون في مملكته.

ويتمحور الخط العام للمسرحية، وهي السابعة عشرة للكاتب، حول محاولة يقوم بها أحد المواطنين لاختطاف الملك والتجول معه ليلا، لكي يشاهد بأم عينيه المشكلات والمخاوف التي يعانيها الناس في ظل أعمال النهب والسلب والقتل.

وتتصدى المسرحية لواقع سياسي يستند إلى «مبدأ المحاصصة السائد»، وإن ذلك يشكل خطوة أولى في اتجاه العودة إلى المسرح السياسي الذي اعتاد عليه العراقيون في الماضي قبل أن تحكم عليه القبضة الدكتاتورية بالاختناق السياسي ومن ثم الحروب التي شنها صدام حسين ضد إيران والكويت وأنهكت اقتصاد العراق الذي كان في مقدمة الدول الغنية والمتعلمة، ولكنه أصبح منهكا من كل جانب بسبب الدكتاتورية والحروب والاحتلال لاحقا.

فمرحبا بعودة العراقيين إلى حياتهم الطبيعية، ونأمل في أن تتوقف هجراتهم خارج بلادهم، فالعراق عز لنا جميعا، واستقراره استقرارنا، ومسرحياته مسرحياتنا

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2221 - السبت 04 أكتوبر 2008م الموافق 03 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً