تقرير الأمم المتحدة للتنمية الإنسانية العربية للعام 2009 صدر في بيروت يوم الثلثاء الماضي، وتناول مسألة التحديات التي يتعرض لها أمن الإنسان العربي متحدثا عن تهديد للحريات وممارسات تعذيب عدة وبطالة وفقر وتصحر. وأطلق التقرير في احتفال أقيم في القصر الحكومي بحضور حشد سياسي واجتماعي وإعلامي وخبراء.

الدراسة الحالية - بحسب ما نقلتها وكالة رويترز - تناولت موضوع أمن الإنسان في البلدان العربية، انطلاقا من الإطار الذي وضعه «تقرير التنمية البشرية» للعام 1994 عن أمن الإنسان. وينطلق هذا التقرير من أن جوانب القصور التي حددت معالمها التحليلات الواردة في تقرير التنمية الإنسانية العربية الأول ربما تكون بعد مرور سبع سنوات على إصداره قد ازدادت عمقا.

وأضاف التقرير الذي جاء تحت عنوان «تحديات أمن الإنسان في البلدان العربية» تمارس أجهزة الدولة انتهاكها حقوق المواطنين في الحياة والحرية من خلال التعذيب والاحتجاز غير القانوني. ودونت المنظمة العربية لحقوق الانسان أمثلة على ممارسات التعذيب في 8 دول عربية بين العامين 2006 و2008. لكن التقرير لم يسم هذه الدول، وهو النهج الذي تبعته التقارير الصريحة التي صدرت عن الأمم المتحدة خلال السنوات الماضية، وذلك تحاشيا للإحراج.

الأمم المتحدة في تقريرها الذي صدر هذا الأسبوع قالت: إن ما يهدد أمن الإنسان العربي يتجاوز مسألة النزاعات المسلحة ليشمل قضايا أخرى أساسية، منها التدهور في البيئة والوضع الهش لعدد كبير من الفئات الاجتماعية، والتقلب الاقتصادي الناتج عن الاعتماد المفرط على النفط والأنظمة الصحية الضعيفة، وعدم خضوع الأجهزة الأمنية للمساءلة.

إن هذا الاهتمام من الأمم المتحدة أمر جيد، ولكن المؤسف أن ما احتواه التقرير يوضح أن العرب لم يستفيدوا من تقارير الأمم المتحدة التي صدرت في السنوات الماضية، وتناولت موضوعات أساسية تربط التنمية بحرية المواطن العربي، ولعل هذا التقرير ينفع في توعية الجميع بما نحتاجه في بلداننا العربية لكي نعيش في عصرنا.