العدد 2221 - السبت 04 أكتوبر 2008م الموافق 03 شوال 1429هـ

رئيس الوزراء: تطوير المدن عبر الحفاظ على تاريخها

قال رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة «إن القلق يساورنا من أن يلقي وضع الاقتصاد العالمي المضطرب بظلاله على أهداف الألفية الإنمائية»، وأضاف «ان هذه الاختلالات المالية التي اتخذت أبعادا عالمية وستظل لفترة مقبلة كشفت عن أوجه ضعف خطيرة في الهيكل المالي الدولي ما يتطلب إعادة توحيد السياسات المالية وإصلاح هذا الهيكل لتأثيره وارتباطه بالتنمية». وشدد رئيس الوزراء في رسالته بمناسبة اليوم العالمي لـ «الموئل»، وهو اليوم المتصل بالمستوطنات البشرية الذي يصادف يوم غد (الاثنين)، على أن تطوير المدن ينبغي أن يكون عبر الحفاظ على تاريخها الحضاري ونسيجها العمراني وتركيبتها الاجتماعية.

 

 


محذرا من خطورة «التمْدِين» غير المخطط... في رسالته بمناسبة يوم «الموئل»:

رئيس الوزراء: تطوير المدن يكون عبر الحفاظ على تركيبتها الاجتماعية

المنامة - بنا

شدد رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة في رسالته بمناسبة اليوم العالمي لـ «الموئل»، وهو اليوم المتصل بالمستوطنات البشرية الذي يصادف يوم غد (الاثنين)، على أن تطوير المدن ينبغي أن يكون عبر الحفاظ على تاريخها الحضاري ونسيجها العمراني وتركيبتها الاجتماعية لأنها السبيل الوحيد لاستمرار الطابع الفريد الذي يميز كل مدينة على حده.

ولفت سموه إلى أن مملكة البحرين أيقنت أهمية التخطيط المدروس في تحقيق التنمية المتوازنة وخاصة على صعيد التنمية العمرانية، وانطلاقا من ذلك قامت المملكة بدورها بوضع مخطط هيكلي استراتيجي حتى العام 2030م، يتضمن كل استخدامات الأراضي المتاحة، وروعي في المخطط أن يتم توفير مساحات كبيرة للمشروعات الإسكانية وغيرها من المرافق الصحية والتعليمية والصناعية والترفيهية وتوسيع نطاق المناطق الخضراء للإسهام في المحافظة على البيئة.

مساعدة الدول الفقيرة

ودعا رئيس الوزراء المجتمع الدولي إلى الإسهام بقوة لإزالة الفوارق الكبيرة في مستوى التحضر في الكثير من المناطق والبلدان في العالم. وقال «إن على المجتمع الدولي أن يعمل على تعبئة الموارد اللازمة لخفض حالات التفاوت في مستويات المعيشة وفرص العمل وتلبية احتياجات سكان العالم على نحو أفضل وخاصة في الدول الفقيرة».

وطالب سموه في رسالة له بمناسبة اليوم العالمي لـ«الموئل» وهو اليوم المتصل بالمستوطنات البشرية الذي يصادف يوم غد (الاثنين) أن تكثف الأمم المتحدة ومن خلال منظماتها ولجانها الإقليمية في وضع السياسات المراعية لأحوال الأسر في مجال الإسكان والصحة والتعليم والعمل والضمان الاجتماعي والحفاظ على البيئة وذلك بالتعاون مع الحكومات والسلطات المحلية في تلك الدول.

تحديات كبيرة ستؤثر على النمو المستدام

وقال سموه «إن القلق يساورنا من أن يلقي وضع الاقتصاد العالمي المضطرب بظلاله على أهداف الألفية الإنمائية حيث أن تحقيق مثل هذه الأهداف سيواجه بصعوبات بسبب الاختلال المالي في الأسواق الدولية وتباطؤ الاقتصاد العالمي».

وأشار سموه إلى أن عالمنا اليوم أمام تحديات كبيرة تنطوي على مخاطر عدة تتعلق بالاستقرار المالي ما سيؤثر على النمو المستدام وذلك للعلاقة الوثيقة بين استقرار الأسواق المالي ومستويات المعيشة وتأثيرها على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

وقال «إن هذه الاختلالات المالية التي اتخذت أبعادا عالمية وستظل لفترة مقبلة كشفت عن أوجه ضعف خطيرة في الهيكل المالي الدولي ما يتطلب إعادة توحيد السياسات المالية وإصلاح هذا الهيكل وذلك لتأثيره وارتباطه بالتنمية على وجه الخصوص».

وأوضح أن المنعطف الاقتصادي الحالي يشكل هو الآخر تحديا خاصا للكثير من البلدان، حيث أن ارتفاع أسعار الأغذية والطاقة سيزيد من صعوبة الجهود إلى حل مشكلات طال أمدها، اقتصاديا واجتماعيا ما يتطلب جهودا دولية إضافية. معربا عن أمله في أن تظل خطى التقدم نحو بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية إحدى ابرز الغايات التي يجب على الأمم المتحدة أن تعمل على تحقيقها وأن يظل المجتمع الدولي وفيا لتعهداته بشأنها وهو ما يستدعي وضع حلول دولية من أجل ضمان التنمية واستمرارها خاصة في الدول الفقيرة.

وقف الأحياء العشوائية يحد من الفقر

كما دعا سموه إلى المضي قدما في تنفيذ الخطة الإستراتيجية المتوسطة الأجل التي وضعها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية للفترة 2008 - 2013، وهي الخطة التي من شأنها أن تساعد على تهيئة الظروف اللازمة للجهود الدولية والوطنية الرامية إلى تحقيق تحضر أكثر استدامة بما في ذلك السعي إلى وقف نمو الأحياء الفقيرة ومنع نشوئها كوسيلة رئيسية للحد من الفقر».

وأشار سموه إلى أن هذه الخطة تتطلب أدوات تمويل دولية وعمليات استثمار ضخمة تساهم في دعم برامج الإسكان وإعداد الخطط الملائمة لمشكلات الإسكان وتوفير الخدمات الأساسية للإسكان عبر سياسات تعمل على سد كل هذه النواقص.

وقال سموه «إن تركيز اليوم العالمي للموئل للعام 2008 على شعار «المدن المتألقة» يحمل في طياته دلالات بأهمية التنمية إلى خطورة التطوير غير المخطط أو المنظم للمدن، والذي ينعكس سلبا على مكوناتها الأساسية».

وأكد سموه أن هذا الأمر يتطلب مشاركة الأطراف المعنية بالتخطيط كافة في أن تعمل وفق رؤية مترابطة الأبعاد لما ستؤول إليه مدن المستقبل من نمو حضري يعكس في جوهره البعد البيني والاجتماعي والاقتصادي.

وأشار سموه إلى أن الهدف الوارد في إعلان الأمم المتحدة بشأن الألفية الإنمائية، وقال: إن هذا من شأنه تحقيق تحسن كبير في حياة ما لا يقل عن 100 مليون نسمة من سكان الأحياء الفقيرة بحلول 2020 وعلى النحو المقترح في مبادرة «مدن بلا أحياء فقيرة» التي أطلقتها الأمم المتحدة.

وأعرب سموه عن تطلعه إلى المنتدى الحضري العالمي الذي سيعقد في الصين في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وقال «إن هذا المنتدى يعد فرصة لتبادل الآراء حول الواقع الحضري وبيان الكيفية التي تتخيل كل مدينة ومنطقة في العالم مستقبلها وسعيها لتحقيق ذلك المستقبل، في ظل التفاهم الحالي للفقر والنزاعات والأمراض والتدهور البيني».

استمرار دعم برنامج «المستوطنات»

وأشاد رئيس الوزراء بجهود منظمة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة العامة في المجالات التنموية وخاصة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية المعني بمشروعات «الموئل»، مؤكدا سموه أن البحرين ستواصل دعمها المستمر للبرنامج للمساهمة في تأدية رسالته النبيلة، موضحا أن البحرين ومن خلال تعاونها مع البرنامج أطلقت جائزة سنوية، وهي الجائزة التي سيتولى سموه شخصيا تمويلها للإسهام في دعم السياسات والإستراتيجيات الجديدة والمبتكرة بشأن التخطيط والإدارة والتنمية الاقتصادية والحد من الفقر.

وقال سموه «إننا نتطلع لأن تأخذ هذه الجائزة التي حازت بها هذا العام جمهورية «بوركينافاسو» عن مشروع اللواء الأخضر دورها المنشود في حفز الجهود الدولية الموجهة لخدمة البشرية وذلك من أجل الوصول إلى حلول للتصدي للمشكلات التي تعاني منها مدن العالم.

يذكر أن منظمة الأمم المتحدة تحتفل سنويا باليوم العالمي للموئل في أول يوم اثنين من أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، وذلك بهدف توجيه الأنظار إلى مختلف القضايا المتعلقة بالمستوطنات البشرية، ودعم الجهود الهادفة إلى توفير المأوى الملائم للسكان في العالم، فضلا عن تذكير العالم بمسئوليته المشتركة حيال مستقبل الموئل الإنساني.

وقد حرص رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة على توجيه رسالة سنوية في مثل هذه المناسبة إيمانا من سموه بالدور الذي يؤديه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في المسائل ذات الصلة بالتحضر المستدام المتعلق بتعزيز تنمية المستوطنات البشرية اجتماعيا وبيئيا إلى جانب تحقيق هدف توفير المأوى المناسب للجميع.

وسيلتئم الاحتفال باليوم العالمي للموئل لهذا العام في مدينة لواندا عاصمة أنجولا، إذ من المقرر أن تظهر احتفالات هذا العام كيف لدولة مثل «انجولا» بعد سنوات من النزاع أن تتقدم نحو إنشاء مدن متجانسة عن طريق ما تجريه من تحسينات في البنية التحتية والخدمات للمدن، فضلا عن امتلاك استراتيجية تنموية جديدة

العدد 2221 - السبت 04 أكتوبر 2008م الموافق 03 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً