أثبت فريق المحرق أنه سيّد البطولات المحلية من دون أي منازع بعد تتويجه بأربع بطولات في موسم واحد وبما مجموعه 10 بطولات منذ أن تولى المدرب الوطني القدير سلمان شريدة تدريبه منذ ثلاثة مواسم وهو مستمر معه للموسم الرابع على التوالي.

وجاءت سيطرة المحرق المطلقة هذا الموسم ترجمة لحالة الاستقرار التي ينعم بها النادي فنيا وإداريا منذ أن تولى المدرب سلمان شريدة مسئولية الفريق، إذ أتاح هذا الاستقرار الفني للفريق القدرة على تجاوز جميع العقبات والمصاعب التي واجهته مهما رحل من لاعبين مهمين عن صفوفه، لأن المدرب ملم ومطلع بشكل كامل على إمكانات الفريق واللاعبين وعرف كيف يوظفها بالطريقة التي تسد كل فراغ مهما علت قيمته فأنتج فريقا مرعبا لم يستطع أي فريق آخر أن يطيح به محليا.

شريدة أثبت أيضا إمكانات المدرب البحريني وأنه لا يقل كفاءة أو حنكة عن المدربين الأجانب إن لم يكن أفضل منهم متى ما أتيحت له الفرصة كاملة وتهيأت له الظروف المناسبة، بل إن شريدة حقق مع المحرق ما عجز أي مدرب آخر عن تحقيقه عندما قاده لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي في الموسم قبل الماضي.

المحرق يتمتع كذلك باستقرار إداري في ظل وجود إدارة مميزة برئاسة الشيخ أحمد بن علي آل خليفة الذي قدم ويقدم الكثير لهذا الصرح العتيد إلى جانب بقية أعضاء مجلس الإدارة الذين يشكلون مجلسا متكاملا من مختلف الجوانب.

حال الاستقرار التي يعيشها المحرق تقابلها حالات من عدم الاستقرار الفني والإداري في الأندية المنافسة وهو ما يضعف المنافسين ويمنعهم من خطف البطولات من المحرق، ولعل فريق الرفاع بات الأقرب لمنافسة المحرق وخطف الألقاب منه في الموسم المقبل في حال حافظ على استقراره الفني كما الإداري.

فمدرب الرفاع البرتغالي جاريدو أثبت أنه مدرب جيد وصاحب فكر مختلف من خلال طريقة اللعب التي انتهجها مع الرفاع وشجاعته في اللعب بشكل ضاغط ومفتوح في بعض الأحيان.

وهذا المدرب يحتاج إلى مزيد من الوقت لكي ينتج أكثر مع الرفاع وبقائه في الموسم المقبل مع وجود الاستقرار الإداري سيحول الرفاع إلى فريق منافس وخطير على فريق المحرق بل قد يتفوق عليه نظرا إلى ما يملكه الفريق من لاعبين مميزين.

الرفاع مطالب بالحفاظ على استقراره من مختلف الجوانب والحفاظ على لاعبيه ليؤمن لنفسه الاستمرارية في المنافسة بعد أن كان قريبا جدا من خطف ثلاث بطولات في هذا الموسم بل كان يستحق إحدى البطولات على الأقل.

والمستوى الذي ظهر عليه الفريق وطريقة اللعب التي ينتهجها تجعل من الرفاع فريقا مميزا وممتعا في داخل المستطيل الأخضر، وتأمين الاستقرار سيوصل إلى النجاح أما في حال غياب الاستقرار الإداري والفني فإن الفريق سيتراجع كثيرا في الموسم الجديد، لأن مع كل تغيير هناك فكر جديد ولاعبين جدد وطريقة مختلفة ستحتاج إلى وقت أكثر فعندها سيبدأ الفريق من خط البداية مجددا في الوقت الذي يركض فيه المحرق قريبا من خط النهاية وحيدا!