الحكم البحريني يجتهد خلال الموسم على أن يخرج من كل مباراة يتم الاسناد لإدارتها بأقل الأخطاء واثبات الوجود بحسب الإمكانات المتاحة، وأصابع اليد غير متساوية بحسب ما يقال، وهذا ينطبق على كل حكام العالم من دون استثناء. والحكم بصورة عامة بشر غير معصوم من الخطأ وبالتالي إذا سلمنا بصحة هذه المقولة فيعني ذلك أن نتعامل مع هذا العنصر المهم في المباريات بالصورة الحضارية البعيدة عن التهكم والاتهامات والظنية حتى نعطيه النفس الكافي في القدرة على إدارة المباريات المهمة والحساسة لا أن تقتصر على المباريات الخارجة من المنافسة الحقيقية وبالتالي تعتلي الأصوات حينها بضرورة إعطاء الحكم البحريني الفرصة في التحكيم بالخارج. الحكم البحريني وعلى مر الزمان البعيد والقريب كانت له صولات وجولات في المستحقات الخارجية والمحلية، فمنهم من وصل إلى نهائيات كأس العالم سواء للفريق الأول أو الشباب أو حتى الناشئين ومنهم من تم اختياره في الألعاب الآسيوية وكأس آسيا والبطولات الخليجية والمباريات المهمة جدا في دول المنطقة ما يعني أن الكفاءة التحكيمية في البحرين مستمرة على طول الطريق من جيل إلى جيل من دون توقف بل هناك تألق وإبداع وتميز في هذه الإدارة الجديرة بالاهتمام والاعتبار. الحكم البحريني طموح جدا ويحمل هدفا كبيرا من أجل الكرة البحرينية وتراه يسمع ويستمع للنصائح من الكبار من لهم الفهم الكافي الذين خاضوا في ذلك المجال ومن لهم الاختصاص في الإدارة من أجل تطوير نفسه وقدراته الفنية والقانونية ما ينعكس ذلك على أدائه داخل الملعب. اليوم تعتلي الأصوات بالانتقادات غير المنطقية للحكم البحريني وهناك من يتهمه بمفاضلة فريق على آخر من دون دلائل مثبتة ولا براهين دافعة وكل ما نسمعه سوى أصوات تطالب بإبعاد هذا الحكم عن مباريات ذلك الفريق وآخر يتعرض لهجوم شرس من دون هوادة. نحن نؤكد أن الأخطاء التحكيمية موجودة ومن يقول عكس ذلك فهو مخطئ، وكما قلنا ان الحكم بشر غير معصوم إذا فالخطأ وارد تماما مثلما اللاعب يخطئ والمدرب والإداري والجماهير، وما أكثر أخطاء الجماهير من شتائم وسباب يخجل المرء من ذكرها ولكن لا تتورع هذه الجماهير ولا أقول الكل بل هم البعض الذي يعلق خسارة فريقه على الحكام من دون النظر إلى الأداء الباهت وطريقة اللعب لفريقه وبالتالي يصبح الحكم البحريني ضحية. اليوم الحكم البحريني يتمنى أن يقود نهائي كأس الملك بحضور العاهل وهذه أمنية لا يستطيع أي حكم أن يخفيها عن نفسه وعن الآخرين لتكون له ذكرى أبديه وتكريما حقيقيا له ما بقي في الحياة. ولكن هذا الأمل والطموح لا يجوز أن يفكر فيه الحكم البحريني مادامت هناك عقول تفكر بعكس مصلحته في جلب الحكم من الخارج. ومع الأسف الشديد الذين جلبوهم ولا أقول الكل وقعوا في أخطاء لا يقع فيها الحكم الذي هو في بداية الطريق ولكن التغاضي عن هذه الأخطاء من قبل الأندية التي تشتكي من الحكم البحريني يثير الغرابة والتعجب... الأمين العام للاتحاد البحريني للكرة والحكم الدولي السابق في سرد ذكرياته لـ «الوسط الرياضي» ذكر أن تسلمه الشارة الدولية من قبل الأمير الراحل في نهائي 1984/1985 مازالت عالقة بالذهن وإنها ذكرى تشرف فيها جاسم بالسلام على الأمير الراحل في ذلك النهائي الذي مضى عليه 24 موسما ومازال يتذكره جيدا. أليس من حق الحكم البحريني الحالي بأن يطمح ويأمل أن يكون في نهائي كأس عاهل البلاد وبحضوره ويتشرف للسلام عليه... أليس من حقه في هذا الأمر... لماذا يحرم هذا الحكم من هذا الحق الطبيعي ويتم جلب آخر من الخارج فإذا نحن لم نسند له مثل هذه المباريات فمتى يحصل على فرصته هل في مباريات دوري الدمج المتهالكة والتي لا ترفع من قدرات الحكم! من المسئول عن هذا الأمر... وهل أن المكتب التنفيذي في اتحاد الكرة أراد أن يبعد الحكم البحريني من الضغوط بهذا التوجه فنحن نؤكد مثل هذا التوجه قتل للكفاءات وإهدار للمال من دون وجه حق... لدينا كفاءات حقيقية في التحكيم يجب المحافظة عليها باسنادها لإدارة مثل هذه المباريات الحساسة وعلينا التعاون مع الحكم البحريني لإعطاء الوجه الحضاري للعنصر البحريني... نحن نحترم وجهة نظر من يقول ضرورة التبادل بين حكام الخليج ولكن أيضا نحن نسأل: أليس من حق الحكم البحريني أن يأخذ فرصته في مثل هذه المباريات الكبيرة ويثبت وجوده فيها بعيدا عن الظن؟ أيضا نسأل ما الذي استفاده الحكم البحريني من دوري كأس خليفة بن سلمان الطويل في مباريات ضعيفة من دون حضور جماهيري يذكر. فهل هذا امتحان لكي يبرز الحكم قدراته الفنية... نأمل من المكتب التنفيذي في اتحاد الكرة أن يفكر أولا في مصلحة الحكم البحريني في مثل هذه المباريات التي ينتظرها بفارغ من الصبر ليسجل اسمه بماء من الذهب ولتكون له امتحانا حقيقيا. فالحكم البحريني مظلوم وعلينا انصافه وتطييب خاطره ولو بالقليل.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2509 - الأحد 19 يوليو 2009م الموافق 26 رجب 1430هـ
صحيح
نعم الحكم البحريني مظلوم في كل شي معنويا وماديا المفروض نعطي الحكم البحريني الدفعة المعنوية والمادية لكي يكووون حكم دولي معروف ايحكم في كاس العالم .