أعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيعقد مؤتمرا صحافيا في الثالث والعشرين من الشهر الجاري بتمام الساعة الواحدة بتوقيت غرينتش على موقع «توتير» الشهير، لمخاطبة أبناء شعبه الأميركي في مواضيع تهمهم كحالة الاقتصاد الأميركي، والبطالة المستمرة في الارتفاع، والجهود التي يبذلها لإقرار إصلاح كبير للنظام الصحي قبل نهاية العام وهي جميعها مواضيع ذات أهمية للمواطن الأميركي الذي مازال ينتظر التغيير «الموعود».

إن قرار أوباما لمخاطبة شعبه عبر الإنترنت مباشرة للوصول إلى أكبر قدر من الناس، جاء في وقت تعرض فيه الرئيس لعدة انتقادات من منافسيه الذين يأخذون عليه عدم فعالية التدابير المتخذة لاحتواء أزمة البطالة داخل الولايات المتحدة، من جراء الأزمة المالية وكيفية تجاوزها.

لذا فإن أسلوب المخاطبة والتفاعل عبر أدوات التكنولوجيا هو أسلوب الإدارة الجديدة وهو ما يهدف إلى زيادة التفاعل بين المواطن والبيت الأبيض أو المتلقي من العالم الخارجي، إزاء قضايا سياسة عالقة إلى جانب التحقق من مواضيع نقل الرأي الآخر، وذلك بعيدا عن الصورة النمطية في كيفية تسيير دفة الأمور سواء الداخلية أو الخارجية.

إن الإعلان عن مؤتمر صحافي لرئيس الأميركي من قبل البيت الأبيض على موقع إلكتروني قبل الوسائل التقليدية هي سابقة أولى، وهو الذي قد يؤسس لقاعدة دبلوماسية جديدة وخصوصا فيما يتعلق بأسلوب التواصل والحوار مع الشارع، وما قد تتبناه مستقبلا حكومات دول أخرى إن كانت بالفعل تريد ذلك.

وليس غريبا على هذه الإدارة استخدام هذا الأسلوب لكونه يأتي ضمن منهجية أوباما في نظرته المختلفة في التواصل وحتى في المخاطبة مع العالم، كما هو الحال مع أبناء مجتمعه لإيجاد الحلول المرضية لجميع الإطراف بشكل منصف. وهو نفس الأسلوب الذي طرح فيه شعاراته وأفكاره من خلال ما اتبعه في حملته الرئاسية التي انتهت بفوزه... ولا ندري إن كان هذا سيختصر المسافات ويحقق الأهداف المرجوة التي يسعى إليها الرئيس الأميركي وينتظرها بفارغ الصبر الشعب الأميركي الذي قد يكون من السابق لأوانه الحكم على أسلوب هذه الإدارة المتجددة