احتفل أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا «نيلسون مانديلا» أمس بعيد ميلاده الـ91 بعيدا عن الأضواء، بينما طرحت فكرة في جنوب إفريقيا بأن يحتقل المواطنون من خلال القيام بأعمال تطوعية... وذلك بأن يكرس كل فرد «67 دقيقة للعمل التطوعي»، ويرمز الرقم 67 إلى السنوات الـ67 التي تطلبها نضال مواطني جنوب إفريقيا السود للحصول على المساواة في بلدهم، وهو النضال الذي أصبح مانديلا رمزا أسطوريا له، بعد أن قاد حركة نضال ضد النظام العنصري الذي فرضه البيض في جنوب إفريقيا، وأمضى في السجن 27 عاما، قبل أن يفرج عنه في 1990 عندما دخل في مفاوضات مع النظام العنصري وانتخب رئيسا للبلاد في أول انتخابات متعددة الأعراق جرت في 1994، لينسحب من الحياة السياسية بعد خمس سنوات، ويفسح المجال للآخرين أن يشاركوه في المسئولية وليثبت أن السلطة لم تكن همه منذ بداية نضاله حتى انتصاره.
منظمة «مانديلا فاوندايشن» هي المسئولة عن حفظ الإرث الثقافي والسياسي لحامل جائزة نوبل للسلام نيلسون مانديلا، وهي التي تبنت فكرة تخصيص 67 دقيقة للعمل التطوعي، ذلك للإشارة إلى أن خدمة الصالح العام يجب أن تنطلق من حب القيام بعمل الخير من دون مقابل مادي.
الفكرة جميلة جدا؛ لأن الظلم والفساد إنما ينتج عن الطمع الذي يدخل في نفس الإنسان ويشجعه على ظلم الآخرين والحقد عليهم والسعي للاستحواذ على المنافع المادية، كما أن الأفكار العنصرية التي يتبناها بعض البشر هي أفكار شريرة تنتعش من انعاش الشره في السلطة والمال، ولذا فإن مقاومة الظلم ومقاومة العنصرية تحتاج إلى سياسيين وإلى أناس من كل الأصناف يعملون الخير من أجل الجميع من دون مقابل مادي.
المفسدون والعنصريون والحاقدون لا يؤمنون بأية قيمة، وهم يظلمون حتى الفئة التي يدّعون أنهم يدافعون عنها ويضطهدون الآخرين من أجلها، وذلك لأنهم يحولون هذه الفئة من البشر إلى وحوش كاسرة من دون قلب، وبالتالي فإنهم ينفون عنها صفة الإنسانية، ويحرمونها من نعمة التعارف والكرامة، كما وصفت الآية الكريمة «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ». (الحجرات: 13
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2508 - السبت 18 يوليو 2009م الموافق 25 رجب 1430هـ
ameenalhaq@hotmail.com
لدينا كثر من هم مانديلا ولكنهم بيض بشرتههم تختلف ولذلك نفوسهم تختلف ايضا نفس لها الشره فى حب المال والجاه وان قتتلوا فى سبيل تحقيق مآربهم وماعسى يلعنون بنقد ما اصبح المنتقد خائن وما ان يمسكوا بزمام امر الا وورثوه لابنائهم للستحواذ على ما تبقى من كعكة الايس كريم
التجربة الماندلية
كغيري قد اطلعت على تجارب عدة حدثت من قبل والتي عادة ماتكون نتائجها العسكرية او المعنوية في صالح المظلوم حتى وان تكالب الجميع لأنه أي المظلوم تكون دعوته على من ظلمه مستجابة من الباري عاجلا ام آجلا لأنه جل وعلى يقول في الحديث القدسي (اذا تجاوزت عن ظلم ظالم فأنا الظالم) وحاشاه ذلك والتجربة الماندلية قد سبقتها تجارب كثيرة ومتنوعه وكان أكبر وأعظم تلك التجارب هي التجربة الحسينية والتجربة الخمينية واللتان يحسبهما بعض السذج والمعتوهين على انهما تجربتان خاسرتان رغم نتائجهما الإيجابية والملموسة