بدأت شركة «غوغل» محرك البحث العملاق على شبكة الإنترنت تصوب هدفها الواضح على «مايكروسوفت» مع خططها لإنتاج نظام تشغيلها الخاص الذي سيعزز تشغيل أجهزة الكمبيوتر على شبكة الإنترنت. وقال المديران التنفيذيان بالشركة صندار بيشاي وليناس أوبسون في تعليقات لهما على الإنترنت، إن من المقرر أن يتم طرح نظام التشغيل «كروم» في النصف الثاني من العام المقبل، ومن المقرر أن يتم استخدامه في البداية على أجهزة الكمبيوتر المحمولة.
وسيتم إصدار نظام التشغيل بشكل مجاني وكبرنامج مفتوح المصدر بما يسمح لأي مستخدم أو أي شخص باستخدامه أو إجراء تعديلات عليه.
ويقبع في قلب رؤية غوغل اتجاه أكثر أهمية في عالم الشبكات وهو الانتقال من تشغيل البرامج من أجهزة الكمبيوتر إلى تشغيلها من خلال موقع للتصفح على الإنترنت.
فمن استخدام موقع البريد الإلكتروني «جي ميل» إلى موقع الشبكة الاجتماعية «فيس بوك» إلى موقع عرض الصور «بيكاسا» إلى موقع «تويتار»للرسائل القصيرة، لم يعد مستخدمو أجهزة الكمبيوتر بحاجة إلى البرامج التي يتم تشغيلها على أقراص صلبة مثل حزمة برامج «مايكروسوفت أوفيس» المكتبية التي تمتلئ بها الأقراص الصلبة لسنوات.
والنموذج الجديد هو عبارة عن أجهزة كمبيوتر يتم تشغيلها في إطار بنية أساسية من الشبكات بما يسمح بوضع كل الأشياء ذات الحجم الكبير على خوادم الشركات لتشغيلها، حيث يستطيع المستخدمون الاتصال بها من خلال خدمة الاتصال فائق السرعة.
ووفقا لشركة «غوغل» فإنه قد حان الوقت كي تعكس أجهزة الكمبيوتر تغييرا في عالم الكمبيوتر. وكتب المديران التنفيذيان للشركة في تعليقهما معلنين عن هذه الخطوة «إن «أنظمة التشغيل التي تعمل عليها برامج التصفح قد تم تصميمها في عهد لم تكن هناك فيه شبكة».
وقالا: إن نظام التشغيل «كروم» هو «محاولة غوغل لإعادة التفكير فيما ينبغي أن تكون عليه نظم التشغيل» وفقا لثلاثة مرجعيات أساسية هي «السرعة والبساطة والأمن».
وأضافا قائلين: «إننا صممنا نظام التشغيل بحيث يكون سريعا، وأقل حجما، بما يمكن من التشغيل والدخول إلى الإنترنت في دقائق معدودة. وقمنا بإعادة تصميم الاستراتيجية الأمنية بشكل كامل لنظام التشغيل، بحيث لا يحتاج المستخدمون إلى التعامل مع الفيروسات وبرامج التطفل وإجراء تحديثات أمنية. بل مجرد العمل».
ولاقت هذه الرؤية صدى كبيرا باعتبارها ملاذا رقميا لمستخدمي الكمبيوتر الذين كانوا يجاهدون مع برامج ضخمة الحجم وأجهزة كمبيوتر تتباطأ قوتها مع مرور الزمن. وجاء في تعليقات «غوغل» أن «الأشخاص يمكن أن يطلعوا مباشرة على بريدهم الإلكتروني دون تضييع الوقت انتظارا إلى حين انتهاء جهاز الكمبيوتر من عملية التشغيل وفتح متصفح الإنترنت. إنهم يريدون أجهزتهم أن تعمل بشكل دائم وبشكل سريع مثلما كان عليه الحال عند شرائها».
وقالت: «إنهم يريدون أن يكون بإمكانهم الوصول إلى بياناتهم حيثما كانوا، وألا يقلقوا من فقد أجهزتهم أو نسيانهم إجراء نسخة احتياطية على ملفاتهم. والأكثر أهمية أنهم لا يريدون قضاء ساعات لضبط خصائص أجهزتهم كي تعمل بشكل سليم مع أي معدات صلبة يتم ربطها بها أو أن يقلقوا بشأن تحديث برامجهم بشكل مستمر».
وفي ظل الآمال بإمكانية تحقق ذلك، قال دون ريتالاك نائب رئيس وحدة الأبحاث بشركة «دايركشانز أون مايكروسوفت» وهي شركة معنية بمتابعة أداء الشركة الأميركية العملاقة للبرمجيات، إنه ليس مضمونا أن يعمل هذا النظام. وقال: «إن غوغل قد يكون لديها أو ربما تفتقد للخبرة والقدرة على الإنتاج الفعلي لنظام تشغيل وتستطيع توزيعه، إنها لا تدرك صعوبة ذلك».
وقال ريتالاك: «إن مايكروسوفت لا تزال تبيع ما بين 80 إلى 90 في المئة من أنظمة تشغيل أجهزة الكمبيوتر، ومقتنعة بأن المستخدمين وعلى الأخص الشركات لا يزالون يريدون أن يتم تخزين بياناتهم وبرامجهم على أجهزتهم».
ويقول: «إن الناس يريدون أن تكون بياناتهم تحت سيطرتهم وأعتقد أن الأمر سيكون أصعب بكثير عما يعتقده الناس».
وعلى سبيل المثال فإن المستخدمين الذين يختارون استخدام أجهزة كمبيوتر تعمل بنظام «كروم»سوف يتعين عليهم التخلي عن برامجهم القديمة، وقد يجدون أنه من غير الممكن تحويل الكثير من بياناتهم للعمل وفقا لهذا النظام.
العدد 2507 - الجمعة 17 يوليو 2009م الموافق 24 رجب 1430هـ