قال رسول الله (ص): من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء.
هذا الحديث يمكننا أن نطبقه في واقعنا على ظاهرة التفريخ التي تشهدها قنواتنا الفضائية، إذ إن هناك من القنوات من هو سيئ وتنشأ على غراره قنوات سيئة أخرى، وفي المقابل هناك قنوات جيدة تنشأ على غرارها قنوات جيدة يستفيد منها المشاهدون من مختلف الفئات العمرية.
إن أردت مثالا على ذلك فها هي قنوات الأغاني في تفريخ مستمر، وأكثر هذه القنوات لا تبين رسالتها (ولكنها واضحة من مضمون ما تقدمه وآثاره) ومَن القائمون عليها أو من أي بلد تبث برامجها! كما أن هذه القنوات تؤثر في شبابنا وشاباتنا وأطفالنا - الذين هم عماد مستقبل الأمة - تأثيرا كبيرا بالغا، حتى على تربيتهم، وكلامهم، وأخلاقهم، وطريقة لبسهم... إلخ، وهذا هو نموذج «السنة السيئة».
وفي مقابل موجة «تفريخ قنوات الأغاني»، ظهرت لنا في الأعوام القليلة الماضية قنوات إسلامية تعرض من الأناشيد والبرامج ما هو مفيد ويساهم في تربية أبنائنا على الأصول الإسلامية الصحيحة، بعد أن كنا لا نرى أناشيد دينية في فضائياتنا إلا خلال شهر رمضان المبارك، بمعنى مرة كل سنة، من هذه القنوات هناك: فورتين، طيور الجنة، الفجر، الزهراء، الرحمة، العفاسي... وغيرها.
من خلال هذه الزاوية، نتوجه بالشكر الجزيل لجميع القائمين على مثل تلك القنوات، بل نشكر المنشدين الذين تعرض أعمالهم ويحفظها أبناؤنا وتكون نبراسا في طريقهم، ومع احترامنا وتقديرنا للجميع، أردت من خلال هذه الزاوية أن أسلط الضوء على العملين الأخيرين للرادود والمنشد نزار القطري، إذ غدت أعماله تحظى باهتمام عدد كبير من أطفالنا، ولاسيما إصداريه «كوكو» و «القطار السريع»، إذ بأنشودة «الأحرف الأبجدية» ساهم في تعليم العديد من الأطفال الأحرف حتى قبل دخولهم الروضة أو المدرسة، كذلك بأنشودة «صلاتي حياتي»، إذ ساهمت في حث صغارنا على الثبات على أداء الفرائض في أوقاتها، أما أنشودة «فرح ومرح»، فساهمت في تعليمهم آدابا يجب أن يحفظوها وسيتعلمها أبناؤنا.
نزار القطري ليس الوحيد، فهناك منشدون كثيرون ممن يحملون على عواتقهم تقديم الجيد والمفيد لأبنائنا، فقناة «طيور الجنة» التي تبث من الأردن تفاجئنا يوما بعد يوم بكمٍّ كبير من الأناشيد المفيدة التي تساهم بلاشك في إيقاد شعلة من الأخلاق ليتسم بها الجيل الجديد، في مقابل تلك الشعلة الفاسدة التي تروج لها قنوات الأغاني الهابطة.
قنوات الأناشيد دخلت للساحة الفضائية متحدية قنوات الأغاني، وفعلا نجحت في هذا التحدي، فكانت نعم البديل
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 2220 - الجمعة 03 أكتوبر 2008م الموافق 02 شوال 1429هـ